الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما نزول المحصب بعد النفر من منى فليس بنسك ولا سنة وإنما هو منزل [ ص: 201 ] استراحة . وحكي عن ابن عمر وأبي حنيفة وجماعة من السلف أنهم كانوا يحصبون ويقولون : إن التحصب سنة ، وهو أن يأتي المحصب بعد الزوال ، إذا فرغ من رمي الجمار فيقيم هناك حتى يصلي الظهر والعصر والمغرب وعشاء الآخر ، ثم ينصرف من المحصب إلى مكة أو حيث شاء ، استدلالا برواية قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، ورقد رقدة بالمحصب ، ثم ركب إلى البيت فطاف به سبعا ، وبرواية محمد بن إسحاق ، عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : التحصيب سنة .

                                                                                                                                            والدلالة على أنه ليس بسنة لرواية أبي الزبير عن ابن عباس قال : ما الإناخة بالمحصب سنة ، إن النبي صلى الله عليه وسلم انتظر عائشة حتى تأتي ، وابن عباس اختصاصه برسول الله صلى الله عليه وسلم وحجه معه أعرف بباطن حاله من غيره ، وروى سليمان بن يسار عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنا ضربت قبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يأمرني بالمحصب ، فجاء فنزل وكان أبو رافع على ثقله ، فأما حديث ابن عمر فليس بثابت ، قال الشافعي : وليس فيه سنة ثابتة فيحض عليه ويأمر به ، ولا يمنع منه لما حكينا عن السلف والمحصب وهو خيف بني كنانة وحده من الحجون ذهابا ، وهو ما بين الجبل الذي عند المقبرة إلى الجبل الذي يقابله مصعدا في الشق الأيسر ، وليست المقبرة من المحصب إلى حائط حرما إلى الجبل الذي يلتوي على شعب الجود ، وسمي المحصب ؛ لأن حصى جمرة العقبة تسيل إليه ، وقيل : سمي بذلك ؛ لأنه موضع كثر الحصاء والحصباء .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية