قال الماوردي : أما ، فقد اختلف أهل العلم فيما هي مأخوذة منه على خمسة أقاويل : التلبية
أحدها : أنها مأخوذة من قولهم ، ألب فلان بالمكان ولب إذا أقام فيه ، ومعنى لبيك ، أي أنا مقيم عند طاعتك ، ومنه قول الشاعر :
محل الفخر أنت به ملب ما ما تزول ولا تريم
وقال آخر :لب بأرض ما تخطاها الغنم
وهذا قول الخليل وثعلب .والثاني : أنها مأخوذة من الإجابة ، ومعناها : إجابتي لك ، ومنه قول أمية بن أبي الصلت :
لبيكما لبيكما هأنا ذا لديكما
وهذا قول الفراء .والثالث : أنها مأخوذة من اللب ، واللباب الذي يكون خالص الشيء ، ومعناها : الإخلاص أي أخلصت لك الطاعة .
والرابع : أنها مأخوذة من لب العقل ، من قولهم : رجل لبيت ، ويكون معناها : أي منصرف إليك وقلبي مقبل عليك .
والخامس : أنها مأخوذة من المحبة ، من قولهم : امرأة لبة ، إذا كانت لولدها محبة ، ويكون معناها : محبتي لك ومنه قول الشاعر :
وكنتم كأم لبة ظعن ابنها إليها فما درت عليه بساعد