الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإذا تقرر هذا ، ولبس المحرم ثوبا مطيبا ، فعليه الفدية سواء أفضى بجلده إليه أم لا لأنه لا لبس له ، فأما إن افترشه ونام عليه ، فإن أفضى بجلده إليه افتدى : لأنه متطيب ، وإن لم يفض بجلده إليه ، فكان بينه وبين ثوبه فلا فدية عليه : لأنه ليس بلابس ولا متطيب ، وإنما هو للطيب مجاور ، ولكن إن كان الثوب الذي بينه وبينه يشف ، كرهنا ذلك له ، وإن كان لا يشف لم يكره له ، وهذا نص الشافعي . وجملته أن تكون هيئة المحرم مخالفة لهيئة المحل . روي أن ابن عمر رأى قوما في الحج لهم هيئة أنكرها فقال : هؤلاء الداج فأين الحاج ؟ وفي الحاج والداج وجهان :

                                                                                                                                            أحدهما : أن الحاج إذا أقبلوا ، والداج إذا رجعوا ، وهذا قول ميسرة بن عبيد .

                                                                                                                                            والثاني : أن الحاج القاصدون الحج من أصحاب الشأن ، والداج الأتباع ، من تاجر ومكار ، وقال ثعلب : هم الحاج والداج والزاج فالحاج أصحاب الشأن والداج الأتباع والزاج المراؤون قال بعض الشعراء :


                                                                                                                                            عصابة إن حج موسى حجوا وإن أقام بالعراق دجوا     ما هكذا كان يكون الحج

                                                                                                                                            يعني موسى بن عيسى الهاشمي .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية