الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : وإن كان قادرا على منعه ، وصورة ذلك أن يأتي الحلال إلى المحرم ، فيحلق رأسه ، والمحرم ساكت ينظر إليه ، وهو قادر على منعه ، فيكف عنه ، فهل يكون سكوته رضى بالحلق ؟ يجري مجرى إذنه فيه أم لا ؟ على وجهين :

                                                                                                                                            أحدهما : أن سكوته رضى يجري مجرى إذنه ، فتكون الفدية عليه : لأن السكوت قد جعل في الشرع رضا يقوم مقام الإذن في البكر .

                                                                                                                                            والوجه الثاني : أن سكوته ليس برضى ، ولا يقوم مقام الإذن : لأنه لو جني على ماله وهو ساكت ، لم يكن ذلك رضى منه يجري مجرى إذنه ، لمنعه من مطالبة الجاني يقوم مقامه ، كذلك هنا ، فعلى هذا تكون الجناية على الحالق على ما مضى .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية