الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : ويستحب أن يكبر إذا استلم الركن اليماني ويدعو عنده ، فقد روى سالم عن أبيه عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : على الركن اليماني ملكان موكلان يؤمنان على دعاء من يمر به ، وعلى الأسود ما لا يحصى ، ويختار أن يكون من دعائه ما روى سعيد بن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مر بالركن اليماني قال : اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر والذل ومواقف الخزي في الدنيا والآخرة ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة . وقنا عذاب النار . فقال رجل يا رسول الله : أقول هذا وإن كنت مسرعا ؟ فقال : نعم وإن كنت أسرع من برق الخلب وما دعي به من شيء فحسن ، ويستحب أن يدعو بين الحجر والركن ، فقد روى الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما بين الركن اليماني والركن الأسود روضة من رياض الجنة ، وليكن من دعائه ما روى عبد الله بن السائب قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين الحجر والركن : " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .

                                                                                                                                            مسألة - : قال الشافعي رضي الله عنه : " ولا يبتدئ بشيء غير الطواف إلا أن يجد الإمام في المكتوبة أو يخاف فوات فرض أو ركعتي الفجر ، قال : ويقول عند ابتدائه الطواف والاستلام باسم الله والله أكبر اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك ووفاء بعهدك واتباعا لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                            قال الماوردي : قد ذكرنا أن من دخل مكة لم يعرج على شيء حتى يطوف بالبيت سبعا ، إلا في ثلاثة أحوال :

                                                                                                                                            أحدها : لعذر قد أرهقه .

                                                                                                                                            والثاني : لحضور ما هو أولى منه .

                                                                                                                                            والثالث : لعبادة يخاف فوتها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية