فصل : فأما صفة سيره ، إلى مزدلفة فهو المشي بالسكينة والوقار من غير عجلة ولا سعي ، فقد روى سعيد بن جبير عن ابن عمر عرفة ، سمع وراءه زجرا شديدا من الأعراب ، فالتفت إليهم وقال : السكينة فإن البر ليس بالإيضاع . وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دفع عشية نهى عشية عرفة عن دفع وجيف الخيل ، وإيضاع الإبل ، قال : ولكن اتقوا الله وسيروا سيرا جميلا ، ولا توطؤوا ضعيفا ولا توطؤوا مسلما ، واقتصروا في السير ، وكان يكف عن ناقته حتى يبلغ رأسها مقدم الرحل ، وهو يقول : يا أيها الناس عليكم بالدعة . وروى جابر بن عبد الله العنق : سير الجماعة والرفاق ، قال أن النبي صلى الله عليه وسلم أفاض وعليه السكينة والوقار ، فكان يسير العنق حتى إذا وجد فرجة نص ،أبو عبيد : والنص هو التحريك حتى يستخرج من الدابة أقصى سيرها ، ويختار أن يسلك طريق المأزمين ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم سلك في ذهابه إلى عرفات طريق ضب ، ورجع من عرفات إلى مزدلفة في طريق المأزمين ، وأي طريق سلك فلا بأس به ، وليس في المسلك نسك ، ولكننا نختار التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله أعلم .