الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما صفة سيره ، إلى مزدلفة فهو المشي بالسكينة والوقار من غير عجلة ولا سعي ، فقد روى سعيد بن جبير عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دفع عشية عرفة ، سمع وراءه زجرا شديدا من الأعراب ، فالتفت إليهم وقال : السكينة فإن البر ليس بالإيضاع . وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عشية عرفة عن دفع وجيف الخيل ، وإيضاع الإبل ، قال : ولكن اتقوا الله وسيروا سيرا جميلا ، ولا توطؤوا ضعيفا ولا توطؤوا مسلما ، واقتصروا في السير ، وكان يكف عن ناقته حتى يبلغ رأسها مقدم الرحل ، وهو يقول : يا أيها الناس عليكم بالدعة . وروى جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أفاض وعليه السكينة والوقار ، فكان يسير العنق حتى إذا وجد فرجة نص ،العنق : سير الجماعة والرفاق ، قال أبو عبيد : والنص هو التحريك حتى يستخرج من الدابة أقصى سيرها ، ويختار أن يسلك طريق المأزمين ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم سلك في ذهابه إلى عرفات طريق ضب ، ورجع من عرفات إلى مزدلفة في طريق المأزمين ، وأي طريق سلك فلا بأس به ، وليس في المسلك نسك ، ولكننا نختار التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية