الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإذا ثبت أن الصبي يصح منه الحج ، ويكون حجا شرعيا ، فلا يصح حجه إلا بإذن وليه ، فإن كان الصبي مراهقا مطيقا أذن له في الإحرام ، وإن كان طفلا لا يميز أحرم عنه ، فإن أحرم الصبي بغير إذن وليه ففي إحرامه وجهان :

                                                                                                                                            أحدهما : وهو قول أبي إسحاق المروزي ذكره في " الزيادات " أن إحرامه منعقد ، وإن كان بغير إذن وليه كما ينعقد إحرامه بالصلاة بغير إذن وليه .

                                                                                                                                            والوجه الثاني : وبه قال أكثر أصحابنا وهو الصحيح : أن إحرامه غير منعقد ؛ لأن الإحرام بالحج يتضمن إنفاق المال والتصرف فيه فيجري مجرى تصرفه في ماله الذي لا يصح إلا بإذن وليه ، ومجرى سائر عقوده التي لا تصح بغير إذن وليه ، وخالف الإحرام بالصلاة التي لا تتضمن اتفاقا فجاز بغير إذن وليه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية