الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما الحكم الثاني وهو وجوب الإتمام : فعليه بعد إفساد حجه أن يتممه ويمضي في فاسده وهو قول جمهور الفقهاء .

                                                                                                                                            وقال ربيعة وداود : قد خرج منه بالفساد ولا يلزمه إتمامه ، وقد حكي نحوه عن عطاء استدلالا بقوله صلى الله عليه وسلم : كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد . والحج الفاسد ليس عليه أمرنا ، فوجب أن يكون مردودا ؛ ولأنه لما خرج بالفساد من الإحرام من سائر العبادات كالصلاة والصيام وجب أن يكون خارجا بالفساد من الإحرام .

                                                                                                                                            ودليلنا إجماع الصحابة رضي الله عنهم ، وهو ما روي عن عمر ، وعلي ، وابن عباس وأبي هريرة ، وأبي موسى أنهم قالوا : إذا أفسد حجه مضى في فاسده ، ولا مخالف لهم ؛ ولأنه سبب قضاء الحج فوجب أن لا يخرج به عن الحج كالفوات ، فأما قوله : كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد . فالذي ليس عليه أمر صاحب الشرع هو الوطء ، وهو مردود ، فأما الحج فعليه صاحب الشرع ، وما ذكروه من سائر العبادات فالفرق بينهما وبين الحج أنه يخرج منها بالفوات ، فكذلك خرج منها بالفساد ، والحج لما لم يخرج منه بالفوات لم يخرج منه بالفساد .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية