الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما أخذ ورق الشجر فإن كان جافا جاز أخذه ، وإن كان رطبا لم يجز أخذه : لأن فيه إضرارا بالشجر ، كما لا يجوز نتف شعر الصيد : لما فيه من إضرار بالصيد ، فإن فعل ولم يمت الشجر فقد أساء ولا شيء عليه : لأنه يستخلف مع بقاء الشجر ، وكذلك إن أخذ مسواكا من أراك أو عودا صغيرا من شجرة ، فلا شيء عليه : لأنه يستخلف ، فأما إن قطع غصنا من أغصان شجرة فإن عاد الغصن واستخلف فلا شيء عليه ، وإن لم يستخلف فعليه ضمانه ، على ما نذكره ، فأما أخذ ورق الشجر وثماره فجائز ، وكذلك أكل ثمار الأراك من الحرم وهو الذي يسميه أهل الحجاز : الكباث ، فجائز لا بأس به ، قد روي أن بعض الصحابة قال : يا رسول الله ، إنا نجني الكباث ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلوا الأسود منه فإنه أيطب ، يعني : أطيب ، فقدم الياء على الطاء على لغة اليمن ، كما يقال : طبيخ وبطيخ ، فقيل له : يا رسول الله ، أوقد رعيت ؟ فقال : ما منا معاشر الأنبياء إلا من قد رعى لأهله .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية