الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي : " ثم يغسل ويصلى عليه ويدفن " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهذا صحيح ، إذا رجم الزاني أجري عليه حكم غيره من الأموات في غسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين ، وقسم ماله بين ورثته ، ولا يمنع قتله في المعصية من أن تجري عليه أحكام المسلمين كالمقتول قودا ، ولم يكره للإمام الحاكم برجمه أن يصلي عليه ، وكرهها مالك له : لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل على ماعز حين رجمه .

                                                                                                                                            والدليل عليه : حديث عمران بن الحصين أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على التي رجمها من جهينة - وأحسبها الغامدية - فقال له عمر رضي الله عنه : ترجمها ثم تصلي عليها . فقال : لقد تابت توبة لو قسمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ، هل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها .

                                                                                                                                            وجلد علي بن أبي طالب عليه السلام شراحة الهمدانية في يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة ، وصلى عليها . ولأنها صلاة لا تكره لغير الإمام فلم تكره للإمام ، كالصلاة على غير الزاني .

                                                                                                                                            فأما ماعز فيجوز أن يكون تأخر عن الصلاة عليه لعارض ، ويكفي أن يصلي عليه غيره .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية