الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                5862 ص: فمما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه جعلها جائزة : ما حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا عفان ، قال : ثنا همام ، قال : ثنا قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " العمرى جائزة " .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي : فمن الأحاديث التي رويت عن رسول الله -عليه السلام - أنه -عليه السلام - جعلها جائزة حديث سمرة بن جندب - رضي الله عنه - .

                                                أخرجه بإسناد صحيح ، عن إبراهيم بن مرزوق ، عن عفان بن مسلم الصفار ، عن همام بن يحيى . . إلى آخره .

                                                وأخرجه الترمذي : ثنا محمد بن المثنى ، قال : ثنا ابن أبي عدي ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة أن النبي -عليه السلام - قال : "العمرى جائزة لأهلها ، أو ميراث لأهلها " .

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة : عن محمد بن سعيد ، عن سعيد ، عن قتادة . . . . إلى آخره .

                                                فإن قيل : قد روي عن أبي هريرة ، عن النبي -عليه السلام - أنه قال : "لا عمرى " كما مر

                                                [ ص: 380 ] ذكره يعارض هذا الحديث ، وكذلك يعارض حديث أبي هريرة الآخر الذي رواه عنه بشير بن نهيك .

                                                قلت : لا نسلم ذلك ; لأن معنى قوله : "لا عمرى" بالشروط الفاسدة نفي لا تجري العمرى كما هي عقدت كما أشار إليها الطحاوي فيما مضى ، ومعنى قوله : "العمرى جائزة " يعني قد جازت على المعمر ، وجازت على المعمر في حياته ولورثته بعد مماته كسائر أمواله .




                                                الخدمات العلمية