الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                7116 ص: فإن قال قائل : أفتجعل هذا مضادا لحديث المختار بن فلفل ؟ ؟ .

                                                قلت : ليس هو عندي بمضاد له ; لأن حديث المختار ، إنما هو عن أنس - رضي الله عنه - : "أن إبراهيم خير البرية " فلم يقصد في ذلك إلى أحد دون أحد ، وفي الآثار الأخر تفضيل نبي على نبي ، ففي تفضيل أحدهم بعينه على الآخر بعينه منهم إزراء على المفضول ، وليس في تفضيل رجل على الناس إزراء على أحد منهم ، هذا يحتمل أن يكون هو [المعنى] حتى لا تتضاد هذه الآثار ، وقد يحتمل أن يكون الله -عز وجل - أطلع رسوله على أن إبراهيم -عليه السلام - خير البرية ، ، ولم يطلعه على تفضيل بعض الأنبياء غيره على بعض ، فوقف فيما لم يطلعه الله -عز وجل - عليه ، وأمر بالوقف عنده ، وأطلق الكلام فيما أطلعه الله -عز وجل - عليه .

                                                التالي السابق


                                                ش: تقرير السؤال أن يقال : بين حديث أنس الذي رواه عنه المختار بن فلفل وبين الأحاديث التي وردت في حق يونس -عليه السلام - تعارض ظاهر أو تضاد ; لأن حديث أنس أخبر أن إبراهيم -عليه السلام - هو خير البرية ، وهذه الأحاديث منعت أن يقال : إن أحدا خير من يونس .

                                                والجواب ظاهر ، والسؤال المذكور يرد أيضا في قوله -عليه السلام - : "أنا سيد ولد آدم " فإنه يعارض الأحاديث التي وردت في يونس -عليه السلام - .

                                                والجواب عنه ما ذكرناه فيما مضى . والله أعلم .




                                                الخدمات العلمية