الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                5809 ص: حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : ثنا أبو عامر العقدي ، قال : ثنا شعبة وهشام ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن ابن عباس أن رسول الله -عليه السلام - قال : "العائد في هبته كالعائد في قيئه " .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناد صحيح ورجاله رجال الصحيح ما خلا إبراهيم بن مرزوق .

                                                وأبو عامر : هو عبد الملك بن عمرو والعقدي .

                                                وهشام هو الدستوائي .

                                                وأخرجه البخاري : عن مسلم بن إبراهيم ، نا هشام الدستوائي وشعبة ، قالا جميعا : ثنا قتادة ، عن سعيد بن المسيب . . . . إلى آخره نحوه سواء .

                                                ومسلم : عن محمد بن مثنى ومحمد بن بشار ، كلاهما عن محمد بن جعفر ، عن شعبة . . . . إلى آخره نحوه .

                                                وأبو داود : عن مسلم عن أبان وهمام وشعبة ، كلهم عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب . . . . إلى آخره نحوه .

                                                [ ص: 311 ] والنسائي : عن أبي موسى ، عن عبد الرحمن ، عن شعبة ، عن قتادة به .

                                                وابن ماجه : عن ابن بشار وابن مثنى ، عن غندر ، عن شعبة ، عن قتادة به .

                                                قوله : "العائد في هبته " أي الراجع إلى هبته كالراجع إلى قيئه ، وكلمة "في " بمعنى "إلى " كما في قوله تعالى : فردوا أيديهم في أفواههم وأصل هذا الباب أن يعدى بـ"إلى " تقول عاد إليه يعود عودا وعودة : أي رجع ، ولما كان العائد إلى قيئه قد أبشع في فعله وتقذر حيث فعل فعلا يستقذره كل من يراه شبه به العائد في هبته تنبيها على عظم هذا الفعل في بلوغه إلى منتهى البخل واللؤم ، وعلى سوء هذا الصنيع وقبحه ، وإنما أطلق العائد في قيئه ليعم كل عائد من بني آدم وغيرهم ، وقد جاء في رواية أخرى مقيدا وهو : كالكلب يعود إلى قيئه " على ما يجيء إن شاء الله تعالى .

                                                وهذا أبلغ في الاستقذار للمشاهد ذلك . وقد احتج به من لم يجوز الرجوع في الهبة ، وذلك لأن القيء لما كان حراما كان العائد إليه كالواقع في الحرام ، وسيجيء مزيد الكلام فيه إن شاء الله تعالى .




                                                الخدمات العلمية