الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                5873 ص: وقد روي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - مثل ذلك :

                                                حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا بشر بن عمر ، قال : ثنا شعبة ، عن حبيب بن أبي ثابت ، قال : سمعت ابن عمر وسأله رجل عن رجل وهب لرجل ناقة حياته فنتجت ، فقال : هي له وأولادها ، فسألته بعد ذلك فقال : هي له حيا وميتا " .

                                                [ ص: 388 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 388 ] ش: أي قد روي عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - مثل ما ذكرنا من أن العمرى تكون للمعمر حياته وبعده لعقبه .

                                                وأخرجه بإسناد صحيح .

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه " : ثنا علي بن مسهر ، عن الشيباني ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ابن عمر قال : "أتاه أعرابي ، فقال : إني أعطيت ابن أختي ناقة حياته ، فنمت حتى صارت إبلا ، فما ترى فيها ؟ قال : هي له حياته وموته ، فقال الأعرابي : إنما جعلتها صدقة ، قال : ذاك أبعد لك منها " .

                                                وأخرجه البيهقي : من حديث ابن عيينة ، عن عمرو ، عن حميد الأعرج ، عن حبيب بن أبي ثابت قال : "كنت عند ابن عمر - رضي الله عنهما - ، فجاءه رجل من أهل البادية ، فقال : إنى وهبت لابني ناقة حياته ، وإنها نتجت إبلا ، فقال ابن عمر : هي له حياته وموته ، فقال : إني تصدقت عنه بها ، فقال : ذاك أبعد لك منها " .

                                                وأخرج أيضا من حديث ابن عيينة ، عن أيوب ، عن ابن سيرين قال : "حضرت شريحا قضى لأعمى بالعمرى ، فقال له الأعمى : يا أبا أمية ، بم قضيت لي ؟ فقال شريح : لست أنا قضيت لك ، ولكن محمد - صلى الله عليه وسلم - قضى لك منذ أربعين سنة ، قال : من أعمر شيئا حياته ، فهو لورثته إذا مات " والله أعلم .




                                                الخدمات العلمية