الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              تنبيهات

                                                                                                                                                                                                                              الأول : ظاهر كلام ابن إسحاق أن رجوع من هاجر إلى الحبشة كان بعد أن صار المسلمون هناك زيادة على الثمانين ، فإنه بعد أن ذكر خروج أصحاب الهجرة الأولى ذكر خروج جعفر وأصحابه ، ثم ذكر بعد ذلك أن المهاجرين إلى الحبشة بلغهم إسلام أهل مكة فأقبلوا لما بلغهم ذلك . فذكر نحو ما تقدم .

                                                                                                                                                                                                                              وأن الراجعين : عثمان بن عفان ، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ، وامرأته سهلة بنت سهيل ، وعبد الله بن جحش ، وعتبة بن غزوان ، والزبير بن العوام ، ومصعب بن عمير ، وسويبط بن سعد ، وطليب بن عمرو ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن مسعود ، وأبو سلمة بن عبد الأسد ، وامرأته أم سلمة ، وشماس بن عثمان ، وسلمة بن هشام بن المغيرة حبسه عمه بمكة فلم يقدم إلا بعد بدر وأحد والخندق .

                                                                                                                                                                                                                              وعياش بن أبي ربيعة ، وعمار بن ياسر - شك فيه أكان خرج- ومعتب بن عوف ، وعثمان بن مظعون ، وابنه السائب بن عثمان ، وأخوا عثمان : قدامة وعبد الله ، وخنيس بن حذافة ، [ ص: 369 ] وهشام بن العاصي حبس بمكة بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حتى قدم بعد بدر وأحد والخندق .

                                                                                                                                                                                                                              وعامر بن ربيعة وامرأته ليلى بنت أبي حثمة بن غانم وعبد الله بن مخرمة ، وعبد الله بن سهيل بن عمرو وكان حبس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة حتى كان يوم بدر فانحاز من المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهد معه بدرا ، وأبو سبرة بن أبي رهم وامرأته أم كلثوم بنت سهل بن عمرو ، والسكران بن عمرو وامرأته سودة بنت زمعة ، مات بمكة قبل مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسعد بن خولة ، وأبو عبيدة بن الجراح ، وعمرو بن الحارث بن زهير وسهيل ابن بيضاء ، وعمرو بن أبي سرح .

                                                                                                                                                                                                                              قال : فجميع من قدم مكة من أصحابه من أرض الحبشة ثلاثة وثلاثون رجلا . انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              وموسى بن عقبة ذكر أن الراجعين من أرض الحبشة للسبب السابق هم المهاجرون أولا وبه صرح في الطبقات والعيون والإشارة والمورد .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : ذكر موسى بن عقبة أن ابن مسعود مكث بمكة قليلا ورجع إلى الحبشة حتى قدم في المرة الثانية مع من قدم وتعقبه في زاد المعاد بأن عبد الله بن مسعود شهد بدرا وأجهز على أبي جهل ، وأصحاب هذه الهجرة إنما قدموا المدينة مع جعفر وأصحابه بعد بدر بأربع سنين أو خمس . وبسط الكلام على ذلك . ثم قال : وقد ذكر- يعني ابن عقبة - في هذه الهجرة الثانية عثمان بن عفان وجماعة ممن شهدوا بدرا . فإما أن يكون هذا وهما وإما أن يكون لهم قدمة أخرى قبل بدر ، فيكون لهم ثلاث قدمات : قدمة قبل الهجرة ، وقدمة قبل بدر ، وقدمة عام خيبر .

                                                                                                                                                                                                                              قلت : هذا هو الصحيح بلا شك .

                                                                                                                                                                                                                              قال : وعلى هذا فيزول الإشكال . انتهى ملخصا .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية