الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
الأول : ما ذكرته nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد جامع بين الأقوال السابقة في تفسير المبهم .
الثاني : قال الحافظ : لم يختلف السلف في أن فاعل عبس النبي صلى الله عليه وسلم وأغرب الداوودي فقال : هو الكافر .
الثالث : من الغرائب قول القاضي أبي بكر بن العربي : قول علمائنا : إن الرجل المبهم الوليد بن المغيرة وقال آخرون إنه أمية بن خلف والقياس على هذا كله باطل وجهل من المفسرين ، وذلك أن أمية والوليد كانا بمكة وابن أم مكتوم كان بالمدينة وما حضر معهما ولا حضرا معه ، وكان موتهما كافرين أحدهما قبل الهجرة والآخر في بدر ولم يقصد قط أمية المدينة ولا حضر عنده مفردا ولا مع أحد كذا نقله عنه تلميذه السهيلي nindex.php?page=showalam&ids=11963والقرطبي وأقراه .
وهو كلام خرج من القاضي من غير روية لأن nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم من أهل مكة بلا خلاف ، وهو ابن خال nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة أم المؤمنين ، nindex.php?page=treesubj&link=31457_31461أسلم قديما وكان من المهاجرين الأولين ، قدم المدينة قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم . وقيل بل بعده وصححوا الأول ، وسورة عبس مكية بلا خلاف ، فأي شيء يمنع من اجتماع nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم والوليد أو أمية ؟
ثم القائل لذلك إنما هو الصحابة والتابعون كما تقدم ، نقل ذلك عنهم وهم أعلم من غيرهم ، ولو كانت سورة عبس نزلت بالمدينة أو أن nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم أسلم بها لصح ما قاله ، والحال أن الأمر بخلاف ذلك ولم أر من نبه على ذلك . وعجبت من سكوت صاحب الزهر عن ذلك مع أنه يناقش في أسهل شيء .
الرابع : nindex.php?page=treesubj&link=31457_32324من الغرائب أيضا قول السهيلي : إن nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم لم يكن آمن بعد أي حين أنزلت سورة عبس وبسط الكلام على ذلك .
قال في الزهر : ينبغي أن يتثبت في هذا الكلام ، فإني لم أر من قاله جزما ولا نقلا من مؤرخ ومفسر ، فينظر قول جميعهم فيه : قديم الإسلام يرده .
قال : ثم إن السهيلي أكد بقوله : استدنيني يا محمد ، ولم يقل يا رسول الله . قال مغلطاي ، ولفظة « استدنيني يا محمد » لم أرها ، فتنظر .
قلت : أما لفظ السيرة التي شرحها السهيلي : فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يستقرئه القرآن . ولفظ رواية nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وحسنها وصححها nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : nindex.php?page=hadith&LINKID=665624فجعل يقول يا رسول الله أرشدني . إلخ ولفظ رواية nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عند nindex.php?page=showalam&ids=13508ابن مردويه : فجعل عبد الله يستقرئ النبي صلى الله عليه وسلم آية من القرآن . قال يا رسول الله علمني مما علمك الله . [ ص: 425 ]