الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
وإذا عرفت أصل هذا الكلام فجميع السلف والأئمة الذين بلغهم ذلك أنكروا ما فيه من هذه المعاني السلبية التي تنافي ما جاء به الكتاب والسنة.

ثم من كان من السلف أخبر بحال الجهمية مثل الذين كانوا يباشرونهم من السلف والأئمة الذين بالعراق وخراسان إذ [ ص: 697 ] ذاك؛ فإنهم كانوا أخبر بحقيقة أمرهم لمجاورتهم لهم؛ فإنهم قد يتكلمون بنقيض ما نفوه. وقد يتوقف بعضهم عن إطلاق اللفظ مثل لفظ الحد فإن المشاهير بالإمامة في السنة أثبتوه كما ذكره عثمان بن سعيد عنهم وسمى ابن المبارك.

وذكر شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي في كتاب ذم الكلام بإسناد ما ذكره حرب بن إسماعيل الكرماني صاحب أحمد وإسحاق في مسائله عنهما وعن غيرهما، قال: قلت لإسحاق بن إبراهيم: ما تقول في قوله: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم [المجادلة 7] الآية؟ قال: حيث ما كنت هو أقرب إليك من حبل الوريد وهو بائن من خلقه، قلت لإسحاق: على العرش بحد؟ قال: نعم بحد، وذكره عن ابن المبارك، قال: هو على عرشه بائن من خلقه بحد. وذكر أيضا ما ذكره ابن أبي [ ص: 698 ] حاتم بإسناده أن هشام بن عبيد الله الرازي القاضي صاحب محمد بن الحسن حبس رجلا في التجهم فتاب فجيء به إلى هشام ليمتحنه، فقال: الحمد لله على التوبة، أتشهد أن الله على عرشه بائن من خلقه؟ قال: أشهد أن الله على عرشه ولا أدري ما بائن من خلقه، فقال: ردوه إلى الحبس فإنه لم يتب.

التالي السابق


الخدمات العلمية