الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
ش - أي وإن لم تكن القضية شخصية ، بل محصورة ، يلزم [ ص: 104 ] مع الشرائط المذكورة في الشخصية ، nindex.php?page=treesubj&link=28364اختلاف الموضوع في القضيتين بالكم أي بالكلية والجزئية .
والحاصل أنه يجب أن يكون الموضوع في إحداهما كليا ، وفي الأخرى جزئيا ; لأنه إن اتحد الموضوع في القضيتين بالكم ، جاز أن يكذبا في الكلية . مثل قولنا : كل إنسان كاتب ، لا شيء من الإنسان بكاتب ; لأن الحكم بالكاتب على الإنسان حكم بعرضي خاص به ، غير شامل لجميع أفراده ، فلا يصدق السلب عن كل أفراده ، ولا الثبوت لكلها ; ضرورة ثبوته لبعض الأفراد ، وسلبه عن بعضها .
وأن يصدقا ، أي إن اتحد الموضوع في القضيتين بالكم ، جاز أن يصدقا في الجزئية ، كقولنا : بعض الإنسان كاتب ، بعض الإنسان ليس بكاتب ; لأن الموضوع في القضية الجزئية غير متعين ، فيجوز أن يكون البعض المحكوم عليه بالسلب غير البعض المحكوم عليه بالإيجاب ، فيجوز صدقهما معا .
وإذا بين أن اختلاف الموضوع بالكم شرط في تناقض المحصورتين ، فنقيض الكلية المثبتة ، أي الموجبة ، جزئية سالبة . كقولنا : كل إنسان حيوان ; فإن نقيضه : بعض الإنسان ليس بحيوان . ونقيض القضية الجزئية الموجبة ، سالبة كلية ، كقولنا : بعض الحيوان إنسان ، فإن نقيضه : لا شيء من الحيوان بإنسان .
وإذا كانت السالبة الجزئية نقيضا للموجبة الكلية ، والسالبة الكلية نقيضا للموجبة الجزئية ، تكون الموجبة الكلية نقيضا للسالبة الجزئية ، والموجبة الجزئية نقيضا للسالبة الكلية; لأن التناقض إنما يتحقق من الجانبين .