الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - ( مسألة ) : الصحابي من رأى النبي - عليه السلام - وإن لم يرو ولم تطل . وقيل : إن طالت . وقيل : إن اجتمعا . وهي لفظية ، وإن ابتنى عليها ما تقدم .

            [ ص: 715 ] لنا : تقبل التقييد بالقليل والكثير ، فكان للمشترك ، كالزيارة والحديث . [ فلو ] حلف أن لا يصحبه ، حنث بلحظة .

            التالي السابق


            ش - لما ذكر في المسألة المتقدمة أن الصحابة عدول ، أراد أن يبين في هذه المسألة أن الصحابي من هو ؟

            اختلف في معنى الصحابي . فذهب أكثر أصحاب الشافعي وأحمد إلى أن الصحابي من رأى رسول الله - عليه السلام - لحظة ، وإن لم يرو عن الرسول - عليه السلام - ، ولم تطل مدة صحبته معه . وهو المختار عند المصنف .

            وذهب طائفة إلى أن الصحابي من طالت مدة صحبته مع الرسول - عليه السلام - ، وإن لم يرو عنه .

            وذهب طائفة أخرى إلى أن الصحابي من طالت مدة صحبته مع الرسول وروى عنه . وإليه أشار بقوله : وقيل إن اجتمعا .

            وهذه المسألة لفظية ، وإن ابتنى عليها المسألة المتقدمة التي هي في بيان عدالة الصحابة ، وهي معنوية ، فإنه يجوز أن تبتنى المسائل المعنوية على اللفظية .

            [ ص: 716 ] والدليل على المذهب المختار من وجهين : أحدهما : أن الصحابي مشتق من الصحبة ، وهي تقبل القليل والكثير; لأنه يقال : صحبة قليلة أو كثيرة . فيكون للقدر المشترك بينهما دفعا للاشتراك والمجاز . كالزيارة والحديث ، فإنه للقدر المشترك بين القليل والكثير ; إذ يقال : زارني وحدثني فلان ، وإن لم يزره ولم يحدثه إلا مرة واحدة .

            الثاني : لو حلف زيد مثلا أن لا يصحب غيره ، حنث بلحظة بالاتفاق . فلو لم يطلق الصحبة على القليل ، لما حنث بلحظة .




            الخدمات العلمية