الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - قالوا : أطلق الخالق على الله تعالى باعتبار المخلوق ، وهو ( الأثر ; لأن ) الخلق ، المخلوق ، وإلا لزم قدم العالم أو التسلسل .

            التالي السابق


            ش - هذا دليل آخر للمعتزلة . وتوجيهه أن يقال : يجوز أن يطلق اسم الفاعل على شيء ومعنى المشتق [ منه ] غير قائم به . وذلك لأنه أطلق الخالق على الله تعالى باعتبار المخلوق وهو الأثر المباين عن ذاته تعالى .

            وإنما قلنا : إن إطلاق الخالق على الله تعالى [ باعتبار المخلوق ; لأن ] الخالق مشتق من الخلق ، والخلق هو المخلوق ; لأنه لو كان مغايرا للمخلوق لكان إما قديما أو حادثا ; إذ كل مفهوم - وجوديا أو عدميا - لا يخلو عن أحدهما . لأنه إن كان مسبوقا بالعدم سبقا زمانيا فهو الحادث ، وإلا فهو القديم . والتالي بقسميه باطل; لأنه إن كان قديما لزم قدم العالم ; لأنه نسبة بين الخالق وبين العالم .

            [ ص: 253 ] وإذا كان النسبة بين الشيئين قديمة يلزم قدم المنتسبين ; ضرورة تأخر النسبة عنهما . وإن كان حادثا يفتقر إلى مؤثر ، ولذلك المؤثر تأثير فيه وتسلسل .




            الخدمات العلمية