الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - وأجيب بأن ذلك لا يمنع تصور الوقوع لجوازه منه ، [ فهو ] غير محل النزاع . وبأن ذلك يستلزم أن التكاليف كلها تكليف بالمستحيل ، وهو باطل [ بالإجماع ] .

            التالي السابق


            ش - أجاب المصنف بجوابين : أحدهما : أن الصور المذكورة في نفي التالي لا يمتنع تصور وقوعها من المكلف ، لجواز صدورها من المكلف بحسب الذات ، وإن امتنع صدورها منه بأمر خارجي ، وهو تعلق علمه تعالى بعدم وقوعه ، فيكون غير محل النزاع ; لأن النزاع إنما هو في الممتنع بالذات .

            الثاني : أنه يلزم بما ذكرتم أن التكاليف كلها تكليف بالمحال وهو باطل بالإجماع . أما استلزام كون القدرة مع الفعل ، كون الفعل مخلوقا لله تعالى ، فظاهر . وأما استلزام علم الله تعالى ذلك ، فلأنه لو وجب [ ص: 421 ] كل ما علم الله وقوعه وامتنع كل ما علم الله عدم وقوعه ، لكانت الأفعال إما واجبة أو ممتنعة ، والتكليف بهما تكليف بالمحال .




            الخدمات العلمية