الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
ش - هذا nindex.php?page=treesubj&link=20999_28834دليل المعتزلة على أن الأسماء الدينية موضوعات مبتدأة ، لا تعلق لها بالمفهومات اللغوية .
وتقريره أن nindex.php?page=treesubj&link=28647الإيمان في اللغة : التصديق ، وفي الشرع : العبادات ، أي فعل الواجبات .
[ ص: 226 ] أما الأول فبالنقل عن أهل اللغة . وأما الثاني فلأن العبادات هي الدين المعتبر ; لقوله تعالى : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة .
أي دين الملة المستقيمة . وهو الدين ، أي المعتبر . وهو إشارة إلى ما تقدم من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، فيجب أن يكون إقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، دينا معتبرا .
والدين المعتبر : الإسلام ; لقوله تعالى : إن الدين عند الله الإسلام أي الدين المعتبر . إذ غير المعتبر لا يكون إسلاما .
والإسلام : الإيمان ; لأن الإيمان يقبل من مبتغيه . فلو كان غير الإسلام لم يقبل من مبتغيه ، لقوله تعالى : ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه فيثبت أن الإيمان : العبادات ، وهو المطلوب .
وقوله : " وقال : " فأخرجنا " إشارة إلى دليل آخر على أن الإسلام هو الإيمان . وتقريره أن الإسلام لو كان غير الإيمان لما صح استثناء المسلم من المؤمن . والتالي باطل فالمقدم مثله .
[ ص: 227 ] بيان الملازمة أن الاستثناء هو إخراج ما لولاه لدخل . وهو إنما يصح إذا كان المستثنى داخلا في المستثنى منه ; فلو كان الإسلام غير الإيمان لم يصدق المؤمن على المسلم ، فلا يصح استثناء المسلم منه .