وقيل : القرن : أربعون سنة . وقيل : ثمانون . وقيل : مائة . وقيل : هو مطلق من الزمان . وهو مصدر : قرن يقرن .
( هـ ) ومنه الحديث : أنه مسح على رأس غلام وقال : عش قرنا ، فعاش مائة سنة
( س ) ومنه الحديث : فارس نطحة أو نطحتين ، ثم لا فارس بعدها أبدا ، والروم ذات القرون ، كلما هلك قرن خلفه قرن فالقرون جمع قرن .
( هـ ) ومنه حديث أبي سفيان : " لم أر كاليوم طاعة قوم ، ولا فارس الأكارم ، ولا الروم ذات القرون " وقيل : أراد بالقرون في حديث أبي سفيان : الشعور ، وكل ضفيرة من ضفائر الشعر : قرن .
ومنه حديث غسل الميت : " ومشطناها ثلاثة قرون "
ومنه حديث الحجاج : " قال لأسماء : لتأتيني ، أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك " .
ومنه حديث كردم : أي : بسن أيهن . " وبقرن أي النساء هي ؟ "
( س ) وفي حديث قيلة : " فأصابت ظبته طائفة من قرون راسيه " أي : بعض نواحي رأسي .
( س [ هـ ] ) وفيه : " أنه قال لعلي : إن لك بيتا في الجنة ، وإنك ذو قرنيها " أي : طرفي الجنة وجانبيها .
[ ص: 52 ] قال أبو عبيد : وأنا أحسب أنه أراد ذو قرني الأمة ، فأضمر .
وقيل : أراد الحسن والحسين .
( هـ ) ومنه حديث علي : " وذكر قصة ذي القرنين ثم قال : وفيكم مثله " فيرى أنه إنما عنى نفسه ؛ لأنه ضرب على رأسه ضربتين : إحداهما يوم الخندق ، والأخرى ضربة ابن ملجم .
وذو القرنين : هو الإسكندر ، سمي بذلك ؛ لأنه ملك الشرق والغرب ، وقيل : لأنه كان في رأسه شبه قرنين ، وقيل : رأى في النوم أنه أخذ بقرني الشمس .
( س [ هـ ] ) وفيه : أي : ناحيتي رأسه وجانبيه ، وقيل : القرن : القوة ؛ أي : حين تطلع يتحرك الشيطان ويتسلط ، فيكون كالمعين لها . الشمس تطلع بين قرني الشيطان
وقيل : بين قرنيه ؛ أي : أمتيه الأولين والآخرين ، وكل هذا تمثيل لمن يسجد للشمس عند طلوعها ، فكأن الشيطان سول له ذلك ، فإذا سجد لها كان كأن الشيطان مقترن بها .
( هـ ) وفي حديث خباب : " هذا قرن قد طلع " أراد قوما أحداثا نبغوا بعد أن لم يكونوا ، يعني : القصاص .
وقيل : أراد بدعة حدثت لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
( هـ ) وفي حديث أبي أيوب : هما قرنا البئر المبنيان على جانبيها ، فإن كانتا من خشب فهما زرنوقان . " فوجده الرسول يغتسل بين القرنين "
وفيه : أي : جمع بينهما بنية واحدة ، وتلبية واحدة ، وإحرام واحد ، وطواف واحد ، وسعي واحد ، فيقول : لبيك بحجة وعمرة . يقال : قرن بينهما يقرن قرانا ، وهو عند أنه قرن بين الحج والعمرة أبي حنيفة أفضل من الإفراد والتمتع .
( س ) ومنه الحديث : ويروى : " الإقران " والأول أصح ، وهو أن يقرن بين التمرتين في الأكل ، وإنما نهى عنه لأن فيه شرها وذلك يزري بصاحبه ، أو لأن فيه : غبنا برفيقه . أنه نهى عن القران ، إلا أن يستأذن أحدكم صاحبه
وقيل إنما نهى عنه لما كانوا فيه من شدة العيش وقلة الطعام ، وكانوا مع هذا يواسون من القليل ، فإذا اجتمعوا على الأكل آثر بعضهم بعضا على نفسه ، وقد يكون في القوم من قد [ ص: 53 ] اشتد جوعه ، فربما قرن بين التمرتين ، أو عظم اللقمة ، فأرشدهم إلى الإذن فيه ، لتطيب به أنفس الباقين .
ومنه حديث جبلة : بالمدينة في بعث العراق ، فكان ابن الزبير يرزقنا التمر ، وكان يمر فيقول : لا تقارنوا إلا أن يستأذن الرجل أخاه " ابن عمر هذا لأجل ما فيه من الغبن ، ولأن ملكهم فيه سواء ، وروي نحوه عن أبي هريرة في أصحاب الصفة . " قال : كنا
وفيه : قارنوا بين أبنائكم أي : سووا بينهم ولا تفضلوا بعضهم على بعض .
وروي بالباء الموحدة ، من المقاربة ، وهو قريب منه .
( س ) وفيه : أنه عليه الصلاة والسلام مر برجلين مقترنين ، فقال : ما بال القران ؟ قالا : نذرنا أي : مشدودين أحدهما إلى الآخر بحبل ، والقرن - بالتحريك - : الحبل الذي يشدان به ، والجمع نفسه : قرن أيضا . والقران : المصدر والحبل .
( س ) ومنه حديث : ابن عباس الحياء والإيمان في قرن أي : مجموعان في حبل ، أو قران .
( هـ ) وفي حديث الضالة : إذا كتمها آخذها ففيها قرينتها مثلها أي : إذا وجد الرجل ضالة من الحيوان وكتمها ولم ينشدها ، ثم توجد عنده فإن صاحبها يأخذها ومثلها معها من كاتمها .
ولعل هذا قد كان في صدر الإسلام ثم نسخ ، أو هو على جهة التأديب حيث لم يعرفها .
وقيل : هو في الحيوان خاصة كالعقوبة له .
وهو كحديث مانع الزكاة : والقرينة : فعيلة بمعنى مفعولة ، من الاقتران . إنا آخذوها وشطر ماله
ومنه حديث أبي موسى : أي : الجملين المشدودين أحدهما إلى الآخر . فلما أتيت رسول الله قال : خذ هذين القرينين
ومنه الحديث : " أن أبا بكر وطلحة يقال لهما القرينان " ؛ لأن عثمان أخا طلحة أخذهما فقرنهما بحبل .
[ ص: 54 ] ( س ) ومنه الحديث : أي : مصاحبه من الملائكة والشياطين ، وكل إنسان فإن معه قرينا منهما ، فقرينه من الملائكة يأمره بالخير ويحثه عليه ، وقرينه من الشياطين يأمره بالشر ويحثه عليه . ما من أحد إلا وكل به قرينه
( س ) ومنه الحديث الآخر : فقاتله فإن معه القرين والقرين : يكون في الخير والشر .
( س ) ومنه الحديث : أنه قرن بنبوته عليه السلام إسرافيل ثلاث سنين ، ثم قرن به جبريل أي : كان يأتيه بالوحي .
( هـ ) وفي صفته عليه الصلاة والسلام : سوابغ في غير قرن القرن - بالتحريك - التقاء الحاجبين . وهذا خلاف ما روت أم معبد ، فإنها قالت في صفته : أي : مقرون الحاجبين ، والأول الصحيح في صفته . أزج أقرن
و " سوابغ " حال من المجرور وهو الحواجب ؛ أي : أنها دقت في حال سبوغها ، ووضع الحواجب موضع الحاجبين ؛ لأن التثنية جمع .
( س ) وفي حديث المواقيت : لأهل نجد قرنا وفي رواية : قرن المنازل ، هو اسم موضع يحرم منه أنه وقت أهل نجد ، وكثير ممن لا يعرف يفتح راءه ، وإنما هو بالسكون ، ويسمى أيضا : " قرن الثعالب " وقد جاء في الحديث .
( س ) ومنه الحديث : أنه احتجم على رأسه بقرن حين طب وهو اسم موضع ، فإما هو الميقات أو غيره ، وقيل : هو قرن ثور جعل كالمحجمة .
( س ) وفي حديث علي : " إذا تزوج المرأة وبها قرن فإن شاء أمسك وإن شاء طلق " القرن - بسكون الراء - : شيء يكون في فرج المرأة كالسن يمنع من الوطء ، ويقال له : العفلة .
( س ) ومنه حديث شريح : " في جارية بها قرن ، قال : أقعدوها فإن أصاب الأرض فهو عيب ، وإن لم يصبها فليس بعيب "
( س ) وفيه : هو بالسكون : جبيل صغير . " أنه وقف على طرف القرن الأسود "
[ ص: 55 ] ( س ) وفيه : أي : عند آخر الحول [ الأول ] وأول الثاني . أن رجلا أتاه فقال : علمني دعاء ، ثم أتاه عند قرن الحول
وفي حديث عمر والأسقف : " قال : أجدك قرنا ، قال قرن مه ؟ قال : قرن من حديد " القرن - بفتح القاف - : الحصن ، وجمعه قرون ، ولذلك قيل لها صياصي .
وفي قصيد كعب بن زهير :
إذا يساور قرنا لا يحل له أن يترك القرن إلا وهو مجدول
القرن - بالكسر - : الكفء والنظير في الشجاعة والحرب ، ويجمع على : أقران . وقد تكرر في الحديث مفردا ومجموعا .
ومنه حديث : ثابت بن قيس أي : نظراءكم وأكفاءكم في القتال . " بئس ما عودتم أقرانكم "
( هـ ) وفي حديث : ابن الأكوع سأل رسول الله عن الصلاة في القوس والقرن ، فقال : صل في القوس واطرح القرن القرن - بالتحريك - : جعبة من جلود تشق ويجعل فيها النشاب ، وإنما أمره بنزعه ؛ لأنه كان من جلد غير ذكي ولا مدبوغ .
ومنه الحديث : أي : مجتمعون مثلها . الناس يوم القيامة كالنبل في القرن
( س ) ومنه حديث عمير بن الحمام : أي : جعبته ، ويجمع على : أقرن وأقران ، كجبل وأجبل وأجبال . " فأخرج تمرا من قرنه "
( س ) ومنه الحديث : تعاهدوا أقرانكم أي : انظروا هل هي من ذكية أو ميتة ، لأجل حملها في الصلاة .
( هـ ) ومنه حديث عمر : " قال لرجل : ما مالك ؟ قال : أقرن لي وآدمة في المنيئة ، فقال : قومها وزكها " .
وفي حديث : " أما أنا فإني لهذه مقرن " أي : مطيق قادر عليها ، يعني : ناقته ، يقال : أقرنت للشيء فأنت مقرن ؛ أي : أطاقه وقوي عليه . سليمان بن يسار
[ ص: 56 ] ومنه قوله تعالى : وما كنا له مقرنين