الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( ملط ) ( س ) في حديث الشجاج " في الملطى نصف دية الموضحة " الملطى ، بالقصر ، والملطاة : القشرة الرقيقة بين عظم الرأس ولحمه ، تمنع الشجة أن توضح ، وهي من لطيت بالشيء ، أي لصقت ، فتكون الميم زائدة .

                                                          وقيل : هي أصلية ، والألف للإلحاق ، كالتي في معزى . والملطاة كالعزهاة ، وهو أشبه . وأهل الحجاز يسمونها السمحاق .

                                                          [ ص: 357 ] ( س ) ومنه الحديث " يقضى في الملطاة بدمها " أي يقضى فيها حين يشج صاحبها ، بأن يؤخذ مقدارها تلك الساعة ثم يقضى فيها بالقصاص ، أو الأرش ، ولا ينظر إلى ما يحدث فيها بعد ذلك من زيادة أو نقصان . وهذا مذهب بعض العلماء .

                                                          وقوله " بدمها " في موضع الحال ، ولا يتعلق بيقضى ، ولكن بعامل مضمر ، كأنه قيل : يقضى فيها ملتبسة بدمها ، حال شجها وسيلانه .

                                                          * وفي كتاب أبي موسى في ذكر الشجاج " الملطاة ، وهي السمحاق " والأصل فيها من ملطاط البعير ، وهو حرف في وسط رأسه . والملطاط : أعلى حرف الجبل ، وصحن الدار .

                                                          ( س ) وفي حديث ابن مسعود " هذا الملطاط طريق بقية المؤمنين " هو ساحل البحر .

                                                          وذكره الهروي في اللام ، وجعل ميمه زائدة وقد تقدم .

                                                          وذكره أبو موسى في الميم ، وجعل ميمه أصلية .

                                                          * ومنه حديث علي " وأمرتهم بلزوم هذا الملطاط حتى يأتيهم أمري " يريد به شاطئ الفرات .

                                                          * وفي صفة الجنة " وملاطها مسك أذفر " الملاط : الطين الذي يجعل بين سافي البناء ، يملط به الحائط : أي يخلط .

                                                          * ومنه الحديث " إن الإبل يمالطها الأجرب " أي يخالطها .

                                                          * وفيه " إن الأحنف كان أملط " أي لا شعر على بدنه ، إلا في رأسه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية