الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( لها ) ( س ) فيه " ليس شيء من اللهو إلا في ثلاث " أي : ليس منه مباح إلا هذه ، لأن كل واحدة منها إذا تأملتها وجدتها معينة على حق ، أو ذريعة إليه .

                                                          واللهو : اللعب . يقال : لهوت بالشيء ألهو لهوا ، وتلهيت به إذا لعبت به وتشاغلت ، وغفلت به عن غيره . وألهاه عن كذا ، أي : شغله . ولهيت عن الشيء ، بالكسر ، ألهى ، بالفتح [ ص: 283 ] لهيا إذا سلوت عنه وتركت ذكره ، و [ إذا ] غفلت عنه واشتغلت .

                                                          ( س ) ومنه الحديث " إذا استأثر الله بشيء فاله عنه " أي : اتركه وأعرض عنه ، ولا تتعرض له .

                                                          * ومنه حديث الحسن ، في البلل بعد الوضوء " إله عنه " .

                                                          * ومنه حديث سهل بن سعد " فلهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء كان بين يديه " أي : اشتغل .

                                                          * وحديث ابن الزبير " أنه كان إذا سمع صوت الرعد لهي عن حديثه " أي : تركه وأعرض عنه .

                                                          ( هـ ) وحديث عمر " أنه بعث إلى أبي عبيدة بمال في صرة ، وقال للغلام : اذهب بها إليه ثم تله ساعة في البيت ، ثم انظر ماذا يصنع بها " أي : تشاغل وتعلل .

                                                          * ومنه قصيد كعب :

                                                          وقال كل صديق كنت آمله لا ألهينك إني عنك مشغول

                                                          أي : لا أشغلك عن أمرك ، فإني مشغول عنك .

                                                          وقيل : معناه : لا أنفعك ولا أعللك ، فاعمل لنفسك .

                                                          [ هـ ] وفيه " سألت ربي ألا يعذب اللاهين من ذرية البشر فأعطانيهم " قيل : هم البله الغافلون .

                                                          وقيل : الذين لم يتعمدوا الذنوب ، وإنما فرط منهم سهوا ونسيانا .

                                                          وقيل : هم الأطفال الذين لم يقترفوا ذنبا .

                                                          [ ص: 284 ] * وفي حديث الشاة المسمومة فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللهوات : جمع لهاة ، وهي اللحمات في سقف أقصى الفم . وقد تكرر في الحديث .

                                                          * وفي حديث عمر " منهم الفاتح فاه للهوة من الدنيا " اللهوة بالضم : العطية ، وجمعها : لهى .

                                                          وقيل : هي أفضل العطاء وأجزله .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية