الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( قيل ) ( هـ ) فيه : أنه كتب : إلى الأقيال العباهلة جمع قيل ، وهو أحد ملوك حمير ، دون الملك الأعظم ، ويروى بالواو . وقد تقدم .

                                                          ومنه الحديث : إلى قيل ذي رعين أي : ملكها ، وهي قبيلة من اليمن تنسب إلى ذي رعين ، وهو من أذواء اليمن وملوكها .

                                                          [ هـ ] وفيه : كان لا يقيل مالا ولا يبيته أي : كان لا يمسك من المال ما جاءه صباحا إلى وقت القائلة ، وما جاءه مساء لا يمسكه إلى الصباح ، والمقيل والقيلولة : الاستراحة نصف النهار ، وإن لم يكن معها نوم ، يقال : قال يقيل قيلولة ، فهو قائل .

                                                          ( س ) ومنه حديث زيد بن عمرو بن نفيل : " ما مهاجر كمن قال " وفي رواية : " ما مهجر " أي : ليس من هاجر عن وطنه ، أو خرج في الهاجرة ، كمن سكن في بيته عند القائلة ، وأقام به .

                                                          وقد تكرر ذكر : " القائلة " وما تصرف منها في الحديث .

                                                          ومنه حديث أم معبد :


                                                          رفيقين قالا خيمتي أم معبد

                                                          * أي : نزلا فيها عند القائلة ، إلا أنه عداه بغير حرف جر .

                                                          * ( س ) ومنه الحديث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بتعهن وهو قائل السقيا تعهن والسقيا : موضعان بين مكة والمدينة ؛ أي : أنه يكون بالسقيا وقت القائلة ، أو هو من القول ؛ أي : يذكر أنه يكون بالسقيا .

                                                          ومنه حديث الجنائز : " هذه فلانة ماتت ظهرا وأنت صائم قائل " أي : ساكن في البيت عند القائلة .

                                                          [ ص: 134 ] ومنه شعر ابن رواحة :


                                                          اليوم نضربكم على تنزيله     ضربا يزيل الهام عن مقيله

                                                          * الهام : جمع هامة ، وهي أعلى الرأس ، ومقيله : موضعه ، مستعار من موضع القائلة .

                                                          وسكون الباء من : " نضربكم " من جائزات الشعر ، وموضعها الرفع .

                                                          ( هـ ) وفي حديث خزيمة : " وأكتفي من حمله بالقيلة " القيلة والقيل : شرب نصف النهار ، يعني : أنه يكتفي بتلك الشربة ، لا يحتاج إلى حملها للخصب والسعة .

                                                          وفي حديث سلمان : " يمنعك ابنا قيلة " يريد الأوس والخزرج ، قبيلتي الأنصار ، وقيلة : اسم أم لهم قديمة ، وهي قيلة بنت كاهل .

                                                          ( س ) وفيه : من أقال نادما أقاله الله من نار جهنم وفي رواية : " أقاله الله عثرته " أي : وافقه على نقض البيع وأجابه إليه ، يقال : أقاله يقيله إقالة ، وتقايلا إذا فسخا البيع ، وعاد المبيع إلى مالكه والثمن إلى المشتري ، إذا كان قد ندم أحدهما أو كلاهما ، وتكون الإقالة في البيعة والعهد .

                                                          ( س ) ومنه حديث ابن الزبير : " لما قتل عثمان قلت : لا أستقيلها أبدا " أي : لا أقيل هذه العثرة ولا أنساها ، والاستقالة : طلب الإقالة ، وقد تكررت في الحديث .

                                                          ( س هـ ) وفي حديث أهل البيت : " ولا حامل القيلة " القيلة - بالكسر - : الأدرة ، وهو انتفاخ الخصية .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية