الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( قلع ) ( هـ ) في صفته عليه الصلاة والسلام : إذا مشى تقلع أراد قوة مشيه ، كأنه يرفع رجليه من الأرض رفعا قويا ، لا كمن يمشي اختيالا ويقارب خطاه ؛ فإن ذلك من مشي النساء ويوصفن به .

                                                          ( هـ ) وفي حديث ( ابن ) أبي هالة في صفته عليه السلام : " إذا زال زال قلعا " يروى بالفتح والضم ، فبالفتح : هو مصدر بمعنى الفاعل ؛ أي : يزول قالعا لرجله من الأرض ، وهو بالضم إما مصدر أو اسم ، وهو بمعنى الفتح .

                                                          وقال الهروي : قرأت هذا الحرف في كتاب : " غريب الحديث " لابن الأنباري " قلعا " بفتح القاف وكسر اللام . وكذلك قرأته بخط الأزهري ، وهو كما جاء في حديث آخر : " كأنما ينحط من صبب " والانحدار : من الصبب ، والتقلع : من الأرض قريب بعضه من بعض ، أراد أنه كان يستعمل التثبت ، ولا يبين منه في هذه الحالة استعجال ومبادرة شديدة .

                                                          ( هـ ) وفي حديث جرير : قال : يا رسول الله ، إني رجل قلع فادع الله لي قال الهروي : القلع : الذي لا يثبت على السرج ، قال : ورواه بعضهم : " قلع " بفتح القاف وكسر اللام بمعناه ، وسماعي : " القلع " .

                                                          وقال الجوهري : رجل قلع القدم - بالكسر - : إذا كانت قدمه لا تثبت عند الصراع ، وفلان قلعة : إذا كان يتقلع عن سرجه .

                                                          [ ص: 102 ] * وفيه : " بئس المال القلعة " هو العارية ؛ لأنه غير ثابت في يد المستعير ومنقلع إلى مالكه .

                                                          ومنه حديث علي : " أحذركم الدنيا فإنها منزل قلعة " أي : تحول ، وارتحال .

                                                          ( هـ ) وفي حديث سعد : " قال لما نودي : ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل علي ، خرجنا من المسجد نجر قلاعنا " أي : كنفنا وأمتعتنا ، واحدها : قلع بالفتح ، وهو الكنف يكون فيه زاد الراعي ومتاعه .

                                                          ( هـ ) وفي حديث علي : " كأنه قلع داري " القلع - بالكسر - : شراع السفينة . والداري : البحار والملاح .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث مجاهد : " في قوله تعالى : وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام [ قال ] ما رفع قلعه " والجواري : السفن والمراكب .

                                                          وفيه : " سيوفنا قلعية " منسوبة إلى القلعة - بفتح القاف واللام - وهي موضع بالبادية تنسب السيوف إليه .

                                                          ( هـ ) وفيه : لا يدخل الجنة قلاع ولا ديبوب هو الساعي إلى السلطان بالباطل في حق الناس ، سمي به ؛ لأنه يقلع المتمكن من قلب الأمير ، فيزيله عن رتبته ، كما يقلع النبات من الأرض ونحوه ، والقلاع أيضا : القواد ، والكذاب ، والنباش ، والشرطي .

                                                          ( هـ ) ومن الأول حديث الحجاج : " قال لأنس : لأقلعنك قلع الصمغة " أي : لأستأصلنك كما يستأصل الصمغة قالعها من الشجرة .

                                                          وفي حديث المزادتين : " لقد أقلع عنها " أي : كف وترك ، وأقلع المطر : إذا كف وانقطع . وأقلعت عنه الحمى : إذا فارقته .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية