الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( قيد ) ( هـ ) فيه : قيد الإيمان الفتك أي : أن الإيمان يمنع عن الفتك ، كما يمنع القيد عن التصرف ، فكأنه جعل الفتك مقيدا .

                                                          ومنه قولهم في صفة الفرس : " هو قيد الأوابد " يريدون أنه يلحقها بسرعة ، فكأنها مقيدة لا تعدو .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث قيلة : " الدهناء مقيد الجمل " أرادت أنها مخصبة ممرعة ، فالجمل لا يتعدى مرتعه ، والمقيد هاهنا : الموضع الذي يقيد فيه ؛ أي أنه مكان يكون الجمل فيه ذا قيد .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث عائشة : " قالت لها امرأة : أقيد جملي " أرادت أنها تعمل لزوجها شيئا يمنعه عن غيرها من النساء ، فكأنها تربطه وتقيده عن إتيان غيرها .

                                                          ( هـ ) وفيه : أنه أمر أوس بن عبد الله الأسلمي أن يسم إبله في أعناقها قيد الفرس هي سمة معروفة ، وصورتها حلقتان بينهما مدة .

                                                          [ ص: 131 ] * ( س ) وفي حديث الصلاة : " حين مالت الشمس قيد الشراك " .

                                                          ( س ) وفي حديث آخر : " حتى ترتفع الشمس قيد رمح " قد تكرر ذكر : " القيد " في الحديث ، يقال : بيني وبينه قيد رمح ، وقاد رمح ؛ أي : قدر رمح ، والشراك : أحد سيور النعل التي على وجهها ، وأراد بقيد الشراك الوقت الذي لا يجوز لأحد أن يتقدمه في صلاة الظهر ، يعني : فوق ظل الزوال ، فقدره بالشراك لدقته ، وهو أقل ما يتبين به زيادة الظل حتى يعرف منه ميل الشمس عن وسط السماء .

                                                          ومنه الحديث : لقاب قوس أحدكم من الجنة ، أو قيد سوطه خير من الدنيا وما فيها

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية