( قلل ) ( س ) في حديث عمرو بن عبسة : " " أي : حتى يبلغ ظل الرمح المغروس في الأرض أدنى غاية القلة والنقص ؛ لأن ظل كل شيء في أول النهار يكون طويلا ، ثم لا يزال ينقص حتى يبلغ أقصره ، وذلك عند انتصاف النهار ، فإذا زالت الشمس عاد الظل يزيد ، وحينئذ يدخل وقت الظهر وتجوز الصلاة ويذهب وقت الكراهة ، وهذا الظل المتناهي في القصر هو الذي يسمى ظل الزوال ؛ أي : الظل الذي تزول الشمس عن وسط السماء ، وهو موجود قبل الزيادة . قال له : إذا ارتفعت الشمس فالصلاة محظورة حتى يستقل الرمح بالظل
فقوله : " يستقل الرمح بالظل " هو من القلة لا من الإقلال والاستقلال الذي بمعنى الارتفاع والاستبداد ، يقال : تقلل الشيء ، واستقله ، وتقاله : إذا رآه قليلا .
[ ص: 104 ] ومنه حديث أنس : أي : استقلوها ، وهو تفاعل من القلة . أن نفرا سألوا عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أخبروا كأنهم تقالوها
ومنه الحديث الآخر : " كأن الرجل تقالها " .
( س ) ومنه الحديث : " أنه كان يقل اللغو " ؛ أي : لا يلغو أصلا ، وهذا اللفظ يستعمل في نفي أصل الشيء ، كقوله تعالى : فقليلا ما يؤمنون ويجوز أن يريد باللغو الهزل والدعابة ، وأن ذلك كان منه قليلا .
( هـ ) ومنه حديث : " ابن مسعود " القل - بالضم - : القلة ، كالذل والذلة ، أي أنه وإن كان زيادة في المال عاجلا فإنه يئول إلى نقص ، كقوله تعالى : الربا وإن كثر فهو إلى قل يمحق الله الربا ويربي الصدقات
* ( هـ ) وفيه : القلة : الحب العظيم ، والجمع : قلال ، وهي معروفة إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل نجسا بالحجاز .
( هـ ) ومنه الحديث في صفة سدرة المنتهى : هجر نبقها مثل قلال وهجر : قرية قريبة من المدينة ، وليست هجر البحرين ، وكانت تعمل بها القلال ، تأخذ الواحدة منها مزادة من الماء ، سميت قلة لأنها تقل ؛ أي : ترفع وتحمل .
وفي حديث العباس : " فحثا في ثوبه ثم ذهب يقله فلم يستطع " يقال : أقل الشيء يقله ، واستقله يستقله إذا رفعه وحمله .
( س ) ومنه الحديث : " حتى تقالت الشمس " أي : استقلت في السماء وارتفعت وتعالت .
( س ) وفي حديث عمر : " قال لأخيه زيد لما ودعه وهو يريد اليمامة : ما هذا القل الذي أراه بك ؟ " القل - بالكسر - : الرعدة .