( هـ س ) وفيه : أي : نهى عن فضول ما يتحدث به المتجالسون من قولهم : قيل كذا ، وقال كذا ، وبناؤهما على كونهما فعلين ماضيين متضمنين للضمير ، والإعراب على إجرائهما مجرى الأسماء خلوين من الضمير ، وإدخال حرف التعريف عليهما ( لذلك ) في قولهم : القيل والقال ، وقيل : القال : الابتداء ، والقيل : الجواب . أنه نهى عن قيل وقال
وهذا إنما يصح إذا كانت الرواية : " قيل وقال " على أنهما فعلان ، فيكون النهي عن القول بما لا يصح ولا تعلم حقيقته ، وهو كحديثه الآخر : " " فأما من حكى ما يصح ويعرف حقيقته وأسنده إلى ثقة صادق فلا وجه للنهي عنه ولا ذم . بئس مطية الرجل زعموا
وقال أبو عبيد : فيه نحو وعربية ، وذلك أنه جعل القال مصدرا ، كأنه قال : نهى عن قيل وقول ، يقال : قلت قولا وقيلا وقالا ، وهذا التأويل على أنهما اسمان .
وقيل : أراد النهي عن كثرة الكلام مبتدئا ومجيبا .
[ ص: 123 ] وقيل : أراد به حكاية أقوال الناس ، والبحث عما لا يجدي عليه خيرا ولا يعنيه أمره .
ومنه الحديث : أي : كثرة القول وإيقاع الخصومة بين الناس بما يحكى للبعض عن البعض . ألا أنبئكم ما العضه ؟ هي النميمة القالة بين الناس
ومنه الحديث : ويجوز أن يريد به القول والحديث . ففشت القالة بين الناس
( هـ س ) وفيه : أي : أحبه واختصه لنفسه ، كما يقال : فلان يقول بفلان ؛ أي : بمحبته واختصاصه . سبحان الذي تعطف بالعز وقال به
وقيل : معناه حكم به ، فإن القول يستعمل في معنى الحكم .
وقال الأزهري : معناه غلب به ، وأصله من القيل : الملك ؛ لأنه ينفذ قوله .
( هـ ) وفي حديث رقية النملة : " العروس تكتحل وتقتال وتحتفل " أي : تحتكم على زوجها .
( س ) وفيه : أي : قولوا بقول أهل دينكم وملتكم ؛ أي : ادعوني رسولا ونبيا كما سماني الله ، ولا تسموني سيدا ، كما تسمون رؤساءكم ؛ لأنهم كانوا يحسبون أن السيادة بالنبوة كالسيادة بأسباب الدنيا . قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ، ولا يستجرينكم الشيطان
وقوله : " بعض قولكم " يعني : الاقتصاد في المقال وترك الإسراف فيه .
وفي حديث علي : " سمع امرأة تندب عمر ، فقال : أما والله ما قالته ، ولكن قولته " أي : لقنته وعلمته ، وألقي على لسانها ، يعني : من جانب الإلهام ؛ أي : أنه حقيق بما قالته فيه .
( هـ ) ومنه حديث : " قيل له : ما تقول في ابن المسيب عثمان وعلي ، فقال : أقول ما قولني الله ، ثم قرأ : والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان .
يقال : قولتني وأقولتني ؛ أي : علمتني ما أقول ، وأنطقتني ، وحملتني على القول .
وفيه : أنه سمع صوت رجل يقرأ بالليل فقال : أتقوله مرائيا ؟ أي : أتظنه ، وهو مختص بالاستفهام .
( هـ ) ومنه الحديث : أي : أتظنون وترون أنهن أردن البر . لما أراد أن يعتكف ورأى الأخبية في المسجد ، فقال : البر تقولون بهن ؟ "
وفعل القول إذا كان بمعنى الكلام لا يعمل فيما بعده ، تقول : قلت زيد قائم ، وأقول عمرو منطلق [ ص: 124 ] وبعض العرب يعمله فيقول : قلت زيدا قائما ، فإن جعلت القول بمعنى الظن أعملته مع الاستفهام ، كقولك : متى تقول عمرا ذاهبا ، وأتقول زيدا منطلقا ؟ ( س ) وفيه : فقال بالماء على يده
( س ) وفي حديث آخر : " " العرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال ، وتطلقه على غير الكلام واللسان ، فتقول : قال بيده ؛ أي : أخذ : وقال برجله ؛ أي : مشى ، قال الشاعر : فقال بثوبه هكذا
وقالت له العينان سمعا وطاعة
* أي : أومأت ، وقال بالماء على يده ؛ أي : قلب ، وقال بثوبه ؛ أي : رفعه ، وكل ذلك على المجاز والاتساع كما روي في حديث السهو : روي أنهم أومئوا برءوسهم ؛ أي : نعم ، ولم يتكلموا ، ويقال : قال بمعنى أقبل ، وبمعنى مال ، واستراح ، وضرب ، وغلب ، وغير ذلك . فقال : ما يقول ذو اليدين ؟ قالوا : صدقوقد تكرر ذكر : " القول " بهذه المعاني في الحديث .
( س ) وفي حديث جريج : " فأسرعت القولية إلى صومعته " هم الغوغاء وقتلة الأنبياء ، واليهود تسمي الغوغاء قولية .