ولما كان وكان باعث الهوى قسمين : باعث من جهة الشهوة ، وباعث من جهة الغضب ، فالشهوة لطلب اللذيذ ، والغضب للهرب من المؤلم ، وكان الصوم صبرا عن مقتضى الشهوة فقط ، وهي شهوة البطن والفرج دون مقتضى الغضب قال ، بهذا الاعتبار : الصبر صبرا عن باعث الهوى بثبات باعث الدين ، لأن كمال الصبر بالصبر عن دواعي الشهوة ودواعي الغضب جميعا فيكون الصوم بهذا الاعتبار ربع الإيمان فهكذا ينبغي أن تفهم تقديرات الشرع بحدود الأعمال والأحوال ونسبتها ، إلى الإيمان ، والأصل فيه أن تعرف كثرة أبواب الإيمان فإن ، اسم الإيمان يطلق على وجوه مختلفة . الصوم نصف الصبر