لكل إلى شأو العلا حركات ولكن عزيز في الرجال ثبات
ولما أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بطلب القرب فقيل له واسجد واقترب : . قال في سجوده : أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك ، من سخطك ، وأعوذ بك منك ، لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسكفقوله صلى الله عليه وسلم : أعوذ بعفوك من عقابك كلام عن مشاهدة فعل الله فقط فكأنه لم ير إلا الله وأفعاله فاستعاذ بفعله من فعله ثم اقترب ففني عن مشاهدة الأفعال ، وترقى إلى مصادر الأفعال ، وهي الصفات ، فقال : أعوذ برضاك من سخطك ، وهما صفتان ثم رأى ذلك نقصانا في التوحيد فاقترب ورقي من مقام مشاهدة الصفات إلى مشاهدة الذات ، فقال وأعوذ : بك منك ، وهذا فرار منه إليه من غير رؤية فعل وصفة ولكنه ، رأى نفسه فارا منه إليه ومستعيذا ومثنيا ففني عن مشاهدة نفسه إذ رأى ذلك نقصانا واقترب فقال لا أحصي ثناء عليك : أنت كما أثنيت على نفسك .