قسمة ثانية اعلم أن كل فقلما يصفو خيرها كالمال والأهل والولد والأقارب والجاه وسائر الأسباب ، ولكن تنقسم إلى ما نفعه أكثر من ضره كقدر الكفاية من المال والجاه وسائر الأسباب ، وإلى ما ضره أكثر من نفعه في حق أكثر الأشخاص كالمال الكثير والجاه الواسع وإلى ما يكافئ ضرره : نفعه ، وهذه أمور تختلف بالأشخاص فرب إنسان صالح ينتفع بالمال الصالح ، وإن كثر فينفقه في سبيل الله ويصرفه إلى الخيرات فهو مع هذه التوفيق نعمة في حقه ورب إنسان يستضر بالقليل أيضا إذ لا يزال مستصغرا له شاكيا من ربه طالبا للزيادة عليه فيكون ذلك مع هذا الخذلان بلاء في حقه . الأسباب الدنيوية مختلطة قد امتزج خيرها بشرها ،