الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
قسمة ثانية اعلم أن كل الأسباب الدنيوية مختلطة قد امتزج خيرها بشرها ، فقلما يصفو خيرها كالمال والأهل والولد والأقارب والجاه وسائر الأسباب ، ولكن تنقسم إلى ما نفعه أكثر من ضره كقدر الكفاية من المال والجاه وسائر الأسباب ، وإلى ما ضره أكثر من نفعه في حق أكثر الأشخاص كالمال الكثير والجاه الواسع وإلى ما يكافئ ضرره : نفعه ، وهذه أمور تختلف بالأشخاص فرب إنسان صالح ينتفع بالمال الصالح ، وإن كثر فينفقه في سبيل الله ويصرفه إلى الخيرات فهو مع هذه التوفيق نعمة في حقه ورب إنسان يستضر بالقليل أيضا إذ لا يزال مستصغرا له شاكيا من ربه طالبا للزيادة عليه فيكون ذلك مع هذا الخذلان بلاء في حقه .

التالي السابق


( قسمة ثانية) :

(اعلم أن الأسباب الدنيوية مختلطة قد امتزج خيرها بشرها، فقلما يصفو خيرها) لشدة الاختلاط، وذلك (كالمال والأهل والولد والأقارب والجاه وسائر الأسباب، ولكن ينقسم) ذلك (إلى ما نفعه أكثر من ضرره كقدر الكفاية من المال والجاه وسائر الأسباب، وإلى ما ضرره أكثر من نفعه في حق أكثر الأشخاص كالمال الكثير) الزائد في الكفاية (والجاه الواسع) عند ذوي الأموال (وإلى ما يكافئ) أي: يقابل (ضرره نفعه، وهذه أمور تختلف باختلاف الأشخاص فرب إنسان صالح ينتفع بالمال الصالح، وإن كثر فينفقه في سبيل الله ويصرفه إلى الخيرات فهو مع هذا التوفيق نعمة في حقه) إذ لم يطغه (ورب إنسان يستتر بالقليل) من المال (أيضا إذ لا يزال مستصغرا له) أي: مستحقرا (شاكيا من ربه) في خلوته وجلوته غير راض عنه فيما قسمه له (طالبا للزيادة عليه فيكون ذلك مع هذا الخذلان) وقلة التوفيق (بلاء في حقه) فحق العاقل أن يتحرى في تلك الأمور ويعطي النعم استحقاقها .




الخدمات العلمية