قسمة رابعة اعلم أن فاللذيذ هو الذي تدرك راحته في الحال ، والنافع هو الذي يفيد في المآل ، والجميل هو الذي يستحسن في سائر الأحوال . والشرور أيضا تنقسم إلى ضار ، وقبيح ، ومؤلم ، وكل واحد من القسمين ضربان : مطلق ومقيد فالمطلق ، هو الذي اجتمع فيه الأوصاف الثلاثة ، أما في الخير فكالعلم والحكمة فإنها نافعة وجميلة ولذيذة عند أهل العلم والحكمة ، وأما في الشر فكالجهل فإنه ضار وقبيح ومؤلم ، وإنما يحس الجاهل بألم جهله إذا عرف أنه جاهل وذلك بأن يرى غيره عالما ، ويرى نفسه جاهلا ، فيدرك ألم النقص فتنبعث منه شهوة العلم اللذيذة ، ثم قد يمنع الحسد والكبر والشهوات البدنية عن التعلم فيتجاذبه متضادان فيعظم ألمه فإنه إن ترك التعلم تألم بالجهل ودرك النقصان ، وإن اشتغل بالتعلم تألم بترك الشهوات أو بترك الكبر وذل التعلم ومثل هذا الشخص لا يزال في عذاب دائم لا محالة . الخيرات باعتبار آخر تنقسم إلى نافع ، ولذيذ ، وجميل ،