قسمة سادسة حاوية لمجامع النعم اعلم أن النعم تنقسم إلى ما هي غاية مطلوبة لذاتها ، وإلى ما هي مطلوبة لأجل الغاية أما ، الغاية فإنها سعادة الآخرة ويرجع حاصلها إلى أربعة أمور : بقاء لا فناء له ، وسرور لا غم فيه ، وعلم لا جهل معه ، وغنى لا فقر بعده وهي النعمة الحقيقية ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عيش إلا عيش الآخرة ، وقال ذلك مرة في الشدة تسلية للنفس ، وذلك في وقت حفر الخندق في شدة الضر وقال ذلك مرة في السرور منعا للنفس من الركون إلى سرور الدنيا ، وذلك عند إحداق الناس به في حجة الوداع فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وهل تعلم ما تمام النعمة ؟ قال : لا ، قال تمام النعمة : دخول الجنة تمام النعمة ، . وقال رجل : اللهم إني أسألك