وأما
nindex.php?page=treesubj&link=19632_27209_24626_29544الأخبار في مدح الفقر فأكثر من أن تحصى روى
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : أي الناس خير ؟ فقالوا موسر من المال يعطي حق الله من نفسه وماله فقال نعم الرجل هذا ، وليس به قالوا : فمن خير الناس يا رسول الله ، قال : فقير يعطي جهده وقال صلى الله عليه وسلم لبلال الق الله فقيرا ولا تلقه غنيا وقال صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=680624إن الله يحب الفقير المتعفف أبا العيال وفي الخبر المشهور :
nindex.php?page=hadith&LINKID=907077nindex.php?page=treesubj&link=30392يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائها بخمسمائة عام وفي حديث آخر : بأربعين خريفا أي أربعين سنة فيكون المراد به تقدير تقدم الفقير الحريص على الغني الحريص والتقدير بخمسمائة عام تقدير تقدم الفقير الزاهد على الغني الراغب ، وما ذكرناه من اختلاف درجات الفقر ، يعرفك بالضرورة تفاوتا بين الفقراء في درجاتهم ، وكان الفقير الحريص على درجة من خمس وعشرين درجة من الفقير الزاهد ، إذ هذه نسبة الأربعين إلى خمسمائة .ولا تظنن أن تقدير رسول الله صلى الله عليه وسلم يجري على لسانه جزافا وبالاتفاق بل لا يستنطق صلى الله عليه وسلم إلا بحقيقة الحق فإنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=656474الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة فإنه تقدير تحقيق لا محالة لكن ليس في قوة غيره أن يعرف علة تلك النسبة إلا بتخمين فأما بالتحقيق فلا إذ يعلم أن النبوة عبارة عما يختص به النبي ويفارق به غيره وهو يختص بأنواع من الخواص : أحدها : أن يعرف حقائق الأمور المتعلقة بالله وصفاته والملائكة والدار الآخرة لا كما يعلمه غيره بل مخالفا له بكثرة المعلومات وبزيادة اليقين والتحقيق والكشف .
والثاني : أن له في نفسه صفة بها تتم له الأفعال الخارقة للعادات كما أن لنا صفة بها تتم الحركات المقرونة بإرادتنا ، وباختيارنا وهي القدرة وإن كانت القدرة والمقدور جميعا من فعل الله تعالى .
والثالث : أن له صفة بها يبصر الملائكة ويشاهدهم كما أن للبصير صفة بها يفارق الأعمى حتى يدرك بها المبصرات .
والرابع : أن له صفة بها يدرك ما سيكون في الغيب ، إما في اليقظة أو في المنام إذ بها يطالع اللوح المحفوظ فيرى ما فيه من الغيب .فهذه كمالات وصفات يعلم ثبوتها للأنبياء ويعلم انقسام كل واحد منها إلى أقسام وربما يمكننا أن نقسمها إلى أربعين وإلى خمسين وإلى ستين ، ويمكننا أيضا أن نتكلف تقسيمها إلى ستة وأربعين بحيث تقع الرؤيا الصحيحة جزءا واحدا من جملتها ولكن تعيين طريق واحد من طرق التقسيمات الممكنة لا يمكن إلا بظن وتخمين فلا ندري تحقيقا أنه الذي أراده رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا ، وإنما المعلوم مجامع الصفات التي بها تتم النبوة وأصل انقسامها ، وذلك لا يرشدنا إلى معرفة علة التقدير ، فكذلك نعلم أن الفقراء لهم درجات كما سبق فأما لم كان هذا الفقير الحريص مثلا على نصف سدس درجة الفقير الزاهد حتى لم يبق له التقدم بأكثر من أربعين سنة إلى الجنة واقتضى ذلك التقدم بخمسمائة عام فليس في قوة البشر غير الأنبياء الوقوف على ذلك إلا بنوع من التخمين ولا وثوق به والغرض التنبيه على منهاج التقدير في أمثال هذه الأمور فإن الضعيف الإيمان قد يظن أن ذلك يجري من رسول الله : صلى الله عليه وسلم : على سبيل الاتفاق ، وحاشا منصب النبوة عن ذلك ولنرجع إلى نقل الأخبار ، فقد قال : صلى الله عليه وسلم : أيضا :
خير هذه الأمة فقراؤها وأسرعها تضجعا في الجنة ضعفاؤها وقال : صلى الله عليه وسلم
إن لي حرفتين اثنتين فمن أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني الفقر والجهاد وروي
أن جبريل عليه السلام : نزل على رسول الله : صلى الله عليه وسلم : فقال : يا محمد ، إن الله عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول أتحب : أن أجعل هذه الجبال ذهبا .
وتكون معك أينما كنت ، فأطرق رسول الله : صلى الله عليه وسلم ثم قال : يا جبريل ، إن الدنيا دار من لا دار له ، ومال من لا مال له ، ولها يجمع من لا عقل له ، فقال له جبريل : يا محمد ، ثبتك الله بالقول الثابت .
وروي أن
المسيح صلى الله عليه وسلم مر في سياحته برجل نائم ملتف في عباءة فأيقظه وقال : يا نائم قم ، فاذكر الله تعالى ، فقال : ما تريد مني إني قد تركت الدنيا لأهلها فقال له قم إذا : يا حبيبي .
ومر
موسى صلى الله عليه وسلم برجل نائم على التراب وتحت رأسه لبنة ووجهه ولحيته في التراب ، وهو متزر بعباءة فقال يا رب عبدك هذا في الدنيا ضائع فأوحى الله تعالى إليه : يا
موسى ، أما علمت أني إذا نظرت إلى عبد بوجهي كله زويت عنه الدنيا كلها .
وعن
أبي رافع أنه قال ورد على رسول الله : صلى الله عليه وسلم : ضيف فلم يجد عنده ما يصلحه فأرسلني إلى رجل من يهود خيبر وقال : قل له : يقول لك محمد أسلفني أو بعني دقيقا إلى هلال رجب قال ، فأتيته فقال لا والله إلا برهن فأخبرت رسول الله : صلى الله عليه وسلم بذلك : فقال : أما والله إني لأمين في أهل السماء أمين في أهل الأرض ، ولو باعني أو أسلفني لأديت إليه ، اذهب بدرعي هذا إليه فارهنه فلما خرجت نزلت هذه الآية :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا الآية وهذه الآية تعزية لرسول الله : صلى الله عليه وسلم : عن الدنيا وقال : صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=104450الفقر أزين بالمؤمن من العذار الحسن على خد الفرس وقال : صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=680644من أصبح منكم معافى في جسمه ، آمنا في سربه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الأحبار قال الله تعالى
لموسى عليه السلام : يا
موسى ، nindex.php?page=treesubj&link=29546_29544إذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين .
وقال
عطاء الخراساني مر نبي من الأنبياء بساحل فإذا هو برجل يصطاد حيتانا ، فقال : بسم الله وألقى الشبكة فلم يخرج فيها شيء ثم مر بآخر فقال : باسم الشيطان وألقى شبكته فخرج فيها من الحيتان ما كان يتقاعس من كثرتها .
فقال النبي صلى الله : عليه وسلم يا رب ما هذا ؟ وقد علمت أن كل ذلك بيدك ، فقال الله تعالى للملائكة اكشفوا لعبدي عن منزلتيهما فلما رأى ما أعد الله تعالى لهذا من الكرامة ولذاك ، من الهوان قال : رضيت يا رب .
وقال نبينا : صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=687167nindex.php?page=treesubj&link=30437_30395_30392اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء ، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها الأغنياء والنساء ، وفي لفظ آخر : فقلت : أين الأغنياء ؟ حبسهم الجد وفي حديث آخر
فرأيت أكثر أهل النار النساء فقلت : ما شأنهن فقيل : شغلهن الأحمران الذهب والزعفران وقال : صلى الله عليه وسلم :
تحفة المؤمن في الدنيا الفقر وفي الخبر :
nindex.php?page=treesubj&link=30400آخر الأنبياء دخولا الجنة سليمان بن داود عليهما السلام : لمكان ملكه ، وآخر أصحابي دخولا الجنة nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف لأجل غناه وفي حديث آخر
رأيته يدخل الجنة زحفا .
وقال
المسيح صلى الله عليه وسلم بشدة يدخل الغني الجنة .
وفي خبر آخر عن أهل البيت رضي الله عنهم أنه : صلى الله عليه وسلم : قال :
إذا أحب الله عبدا ابتلاه ، فإذا أحبه الحب البالغ اقتناه ، قيل : وما اقتناه ؟ قال : لم يترك له أهلا ولا مالا .
وفي الخبر :
إذا رأيت الفقر مقبلا فقل : مرحبا بشعار الصالحين ، وإذا رأيت الغنى مقبلا ، فقل : ذنب عجلت عقوبته .
وقال
موسى عليه السلام : يا رب من أحباؤك من خلقك حتى أحبهم لأجلك فقال : كل فقير فقير فيمكن أن يكون الثاني للتوكيد ويمكن أن يراد به الشديد الضر .
وقال
المسيح صلوات الله عليه وسلامه إني لأحب المسكنة ، وأبغض النعماء وكان أحب الأسامي إليه صلوات الله عليه أن يقال له : يا مسكين ولما قالت سادات العرب وأغنياؤهم للنبي : صلى الله عليه وسلم : اجعل لنا يوما ولهم يوما يجيئون إليك ولا نجيء ، ونجيء إليك ولا يجيئون يعنون بذلك الفقراء مثل
nindex.php?page=showalam&ids=115بلال ، nindex.php?page=showalam&ids=23وسلمان ، وصهيب ، nindex.php?page=showalam&ids=1584وأبي ذر ، وخباب بن الأرت ، وعمار بن ياسر nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، وأصحاب الصفة من الفقراء : رضي الله عنهم أجمعين أجابهم النبي : صلى الله عليه وسلم : إلى ذلك ، وذلك لأنهم شكوا إليه التأذي برائحتهم ، وكان لباس القوم الصوف في شدة الحر فإذا عرقوا فاحت الروائح من ثيابهم ، فاشتد ذلك على الأغنياء منهم
الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري ،
وعباس بن مرداس السلمي وغيرهم ، فأجابهم رسول الله : صلى الله عليه وسلم : أن لا يجمعهم وإياهم مجلس واحد ،
nindex.php?page=treesubj&link=32281فنزل عليه قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم يعني : الفقراء
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28تريد زينة الحياة الدنيا يعني : الأغنياء ،
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا يعني : الأغنياء إلى قوله تعالى ،
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=29وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر الآية .
واستأذن
ابن أم مكتوم على النبي : صلى الله عليه وسلم وعنده رجل من أشراف
قريش فشق ذلك على النبي : صلى الله عليه وسلم : فأنزل الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=1عبس وتولى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=2أن جاءه الأعمى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3وما يدريك لعله يزكى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=4أو يذكر فتنفعه الذكرى يعني ابن مكتوم
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=5أما من استغنى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=6فأنت له تصدى يعني هذا الشريف .
وعن النبي : صلى الله عليه وسلم : أنه قال :
يؤتى بالعبد يوم القيامة فيعتذر الله تعالى إليه كما يعتذر الرجل للرجل في الدنيا فيقول : وعزتي وجلالي ما زويت الدنيا عنك لهوانك علي ، ولكن لما أعددت لك من الكرامة والفضيلة ، اخرج يا عبدي إلى هذه الصفوف فمن أطعمك في أو كساك في يريد بذلك وجهي فخذ بيده فهو لك ، والناس يومئذ قد ألجمهم العرق فيتخلل الصفوف وينظر من فعل ذلك به ، فيأخذ بيده ، ويدخله الجنة .
وقال عليه السلام :
أكثروا معرفة الفقراء واتخذوا عندهم الأيادي فإن لهم دولة ، قالوا : يا رسول الله ، وما دولتهم ؟ قال : إذا كان يوم القيامة قيل لهم : انظروا من أطعمكم كسرة أو سقاكم شربة أو كساكم ثوبا فخذوا بيده ، ثم امضوا به إلى الجنة وقال : صلى الله عليه وسلم :
دخلت الجنة فسمعت حركة أمامي فنظرت فإذا nindex.php?page=showalam&ids=115بلال ونظرت في أعلاها فإذا فقراء أمتي وأولادهم ونظرت في أسفلها فإذا فيه من الأغنياء والنساء قليل فقلت : يا رب ما شأنهم ؟ قال : أما النساء فأضر بهن الأحمران الذهب والحرير وأما الأغنياء فاشتغلوا بطول الحساب ، وتفقدت أصحابي فلم أر nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف ثم جاءني بعد ذلك وهو يبكي ، فقلت : ما خلفك عني ؟ قال : يا رسول الله ، والله ما وصلت إليك حتى لقيت المشيبات وظننت أني لا أراك فقلت : ولم ؟ قال : كنت أحاسب بمالي فانظر إلى هذا ، وعبد الرحمن صاحب السابقة العظيمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : وهو من العشرة المخصوصين بأنهم من أهل الجنة وهو من الأغنياء الذين قال فيهم رسول الله : صلى الله عليه وسلم :
إلا من قال بالمال هكذا وهكذا ومع هذا فقد استضر بالغنى إلى هذا الحد .
ودخل رسول الله : صلى الله عليه وسلم : على رجل فقير فلم ير له شيئا ، فقال : لو قسم نور هذا على أهل الأرض لوسعهم .
وقال : صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=680618ألا أخبركم nindex.php?page=treesubj&link=30392_30395بملوك أهل الجنة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : كل ضعيف مستضعف أغبر أشعث ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين كانت لي من رسول الله : صلى الله عليه وسلم : منزلة وجاء فقال : يا nindex.php?page=showalam&ids=40عمران ، إن لك عندنا منزلة وجاها فهل لك في عيادة nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم : قلت : نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فقام وقمت معه حتى وقف بباب فاطمة فقرع الباب ، وقال : السلام عليكم أأدخل؟ فقالت : ادخل يا رسول الله ، قال : أنا ومن معي ؟ قالت : ومن معك يا رسول الله ؟ قال : nindex.php?page=showalam&ids=40عمران فقالت ، فاطمة : والذي بعثك بالحق نبيا ما علي إلا عباءة قال : اصنعي بها هكذا وهكذا ، وأشار بيده فقالت : هذا جسدي قد واريته فكيف برأسي فألقى إليها ملاءة كانت عليه خلقة فقال : شدي على رأسك ، ثم أذنت له ، فدخل فقال : السلام عليكم يا ابنتاه ، كيف أصبحت ؟ قالت : أصبحت والله وجعة وزادني وجعا على ما بي أني لست أقدر على طعام آكله فقد أضر بي الجوع ، فبكى رسول الله : صلى الله عليه وسلم : وقال : لا تجزعي يا ابنتاه فوالله ، ما ذقت طعاما منذ ثلاث ، وإني لأكرم على الله منك ، ولو سألت ربي لأطعمني ولكني آثرت الآخرة على الدنيا ، ثم ضرب بيده على منكبها وقال لها : أبشري فوالله ، إنك لسيدة نساء أهل الجنة ، قالت : فأين آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران ؟ قال : آسية سيدة نساء عالمها ، ومريم سيدة نساء عالمها وأنت ، سيدة نساء ، عالمك ، إنكن في بيوت من قصب ، لا أذى فيها ولا صخب ولا نصب ، ثم قال لها : اقنعي بابن عمك فوالله ، لقد زوجتك سيدا في الدنيا سيدا في الآخرة .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي كرم الله وجهه : أن رسول الله : صلى الله عليه وسلم : قال :
إذا أبغض الناس فقراءهم ، وأظهروا عمارة الدنيا ، وتكالبوا على جمع الدراهم ، رماهم الله بأربع خصال : بالقحط من الزمان ، والجور من السلطان ، والخيانة من ولاة الأحكام ، والشوكة من الأعداء .
وأما الآثار فقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء رضي الله عنه ذو الدرهمين أشد حبسا أو قال أشد حسابا من ذي الدرهم .
وأرسل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه : إلى سعيد بن عامر بألف دينار فجاء حزينا كئيبا فقالت امرأته أحدث أمر ؟ قال : أشد من ذلك ثم قال أريني درعك الخلق فشقه وجعله صررا وفرقه ثم قام يصلي ويبكي إلى الغداة ، ثم قال : سمعت رسول الله : صلى الله عليه وسلم : يقول : يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام حتى إن الرجل من الأغنياء يدخل في غمارهم فيؤخذ بيده فيستخرج .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ثلاثة يدخلون الجنة بغير حساب : رجل يريد أن يغسل ثوبه فلم يكن له خلق يلبسه ، ورجل لم ينصب على مستوقد قدرين ، ورجل دعا بشرابه فلا يقال له : أيها تريد .
؟ وقيل : جاء فقير إلى مجلس
الثوري رحمه الله فقال له تخط لو كنت غنيا لما قربتك وكان الأغنياء من أصحابه يودون أنهم فقراء لكثرة تقريبه للفقراء وإعراضه عن الأغنياء وقال المؤمل ما رأيت الغني أذل منه في مجلس
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري ، ولا رأيت الفقير أعز منه في مجلس
الثوري رحمه الله .
وقال بعض الحكماء : مسكين ابن
آدم ، لو خاف من النار كما يخاف من الفقر لنجا منهما جميعا ، ولو رغب في الجنة كما يرغب في الغنى لفاز بهما جميعا ، ولو خاف الله في الباطن كما يخاف خلقه في الظاهر لسعد في الدارين جميعا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ملعون من أكرم بالغنى وأهان بالفقر .
وقال لقمان عليه السلام لابنه: لا تحقرن أحدا لخلقان ثيابه فإن ربك وربه واحد ، وقال
يحيى بن معاذ: حبك الفقراء من أخلاق المرسلين وإيثارك مجالستهم من علامة الصالحين وفرارك من صحبتهم من علامة المنافقين .
وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=19632_27209_24626_29544الْأَخْبَارُ فِي مَدْحِ الْفَقْرِ فَأَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى رَوَى
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ : أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ ؟ فَقَالُوا مُوسِرٌ مِنَ الْمَالِ يُعْطِي حَقَّ اللَّهِ مِنْ نَفْسِهِ وَمَالِهِ فَقَالَ نِعْمَ الرَّجُلُ هَذَا ، وَلَيْسَ بِهِ قَالُوا : فَمَنْ خَيْرُ النَّاسِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : فَقِيرٌ يُعْطِي جُهْدَهُ وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبِلَالٍ الْقَ اللَّهَ فَقِيرًا وَلَا تَلْقَهُ غَنِيًّا وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=680624إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْفَقِيرَ الْمُتَعَفِّفَ أَبَا الْعِيَالِ وَفِي الْخَبَرِ الْمَشْهُورِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=907077nindex.php?page=treesubj&link=30392يَدْخُلُ فُقَرَاءُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهَا بِخَمْسِمِائَةِ عَامٍ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا أَيْ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَيَكُونُ الْمُرَادُ بِهِ تَقْدِيرَ تَقَدُّمِ الْفَقِيرِ الْحَرِيصِ عَلَى الْغَنِيِّ الْحَرِيصِ وَالتَّقْدِيرُ بِخَمْسِمِائَةِ عَامٍ تَقْدِيرَ تَقَدُّمِ الْفَقِيرِ الزَّاهِدِ عَلَى الْغَنِيِّ الرَّاغِبِ ، وَمَا ذَكَرْنَاهُ مِنِ اخْتِلَافِ دَرَجَاتِ الْفَقْرِ ، يُعَرِّفُكَ بِالضَّرُورَةِ تَفَاوُتًا بَيْنَ الْفُقَرَاءِ فِي دَرَجَاتِهِمْ ، وَكَانَ الْفَقِيرُ الْحَرِيصُ عَلَى دَرَجَةٍ مِنْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً مِنَ الْفَقِيرِ الزَّاهِدِ ، إِذْ هَذِهِ نِسْبَةُ الْأَرْبَعِينَ إِلَى خَمْسِمِائَةٍ .وَلَا تَظُنَنَّ أَنَّ تَقْدِيرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْرِي عَلَى لِسَانِهِ جِزَافًا وَبِالِاتِّفَاقِ بَلْ لَا يَسْتَنْطِقُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِحَقِيقَةِ الْحَقِّ فَإِنَّهُ لَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى وَهَذَا كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=656474الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ فَإِنَّهُ تَقْدِيرُ تَحْقِيقٍ لَا مَحَالَةَ لَكِنْ لَيْسَ فِي قُوَّةِ غَيْرِهِ أَنْ يَعْرِفَ عِلَّةَ تِلْكَ النِّسْبَةِ إِلَّا بِتَخْمِينٍ فَأَمَّا بِالتَّحْقِيقِ فَلَا إِذْ يَعْلَمُ أَنَّ النُّبُوَّةَ عِبَارَةٌ عَمَّا يَخْتَصُّ بِهِ النَّبِيُّ وَيُفَارِقُ بِهِ غَيْرَهُ وَهُوَ يَخْتَصُّ بِأَنْوَاعٍ مِنَ الْخَوَاصِّ : أَحَدُهَا : أَنْ يَعْرِفَ حَقَائِقَ الْأُمُورِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِاللَّهِ وَصِفَاتِهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالدَّارِ الْآخِرَةِ لَا كَمَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ بَلْ مُخَالِفًا لَهُ بِكَثْرَةِ الْمَعْلُومَاتِ وَبِزِيَادَةِ الْيَقِينِ وَالتَّحْقِيقِ وَالْكَشْفِ .
وَالثَّانِي : أَنَّ لَهُ فِي نَفْسِهِ صِفَةٌ بِهَا تَتِمُّ لَهُ الْأَفْعَالُ الْخَارِقَةُ لِلْعَادَاتِ كَمَا أَنَّ لَنَا صِفَةً بِهَا تَتِمُّ الْحَرَكَاتُ الْمَقْرُونَةُ بِإِرَادَتِنَا ، وَبِاخْتِيَارِنَا وَهِيَ الْقُدْرَةُ وَإِنْ كَانَتِ الْقُدْرَةُ وَالْمَقْدُورُ جَمِيعًا مِنْ فِعْلِ اللَّهِ تَعَالَى .
وَالثَّالِثُ : أَنَّ لَهُ صِفَةً بِهَا يُبْصِرُ الْمَلَائِكَةَ وَيُشَاهِدُهُمْ كَمَا أَنَّ لِلْبَصِيرِ صِفَةً بِهَا يُفَارِقُ الْأَعْمَى حَتَّى يُدْرِكَ بِهَا الْمُبْصَرَاتِ .
وَالرَّابِعُ : أَنَّ لَهُ صِفَةً بِهَا يُدْرِكُ مَا سَيَكُونُ فِي الْغَيْبِ ، إِمَّا فِي الْيَقَظَةِ أَوْ فِي الْمَنَامِ إِذْ بِهَا يُطَالِعُ اللَّوْحَ الْمَحْفُوظَ فَيَرَى مَا فِيهِ مِنَ الْغَيْبِ .فَهَذِهِ كَمَالَاتٌ وَصِفَاتٌ يَعْلَمُ ثُبُوتَهَا لِلْأَنْبِيَاءِ وَيَعْلَمُ انْقِسَامَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا إِلَى أَقْسَامٍ وَرُبَّمَا يُمْكِنُنَا أَنْ نُقَسِّمَهَا إِلَى أَرْبَعِينَ وَإِلَى خَمْسِينَ وَإِلَى سِتِّينَ ، وَيُمْكِنُنَا أَيْضًا أَنْ نَتَكَلَّفَ تَقْسِيمَهَا إِلَى سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ بِحَيْثُ تَقَعُ الرُّؤْيَا الصَّحِيحَةُ جُزْءًا وَاحِدًا مِنْ جُمْلَتِهَا وَلَكِنَّ تَعْيِينَ طَرِيقٍ وَاحِدٍ مِنْ طُرُقِ التَّقْسِيمَاتِ الْمُمْكِنَةِ لَا يُمْكِنُ إِلَّا بِظَنٍّ وَتَخْمِينٍ فَلَا نَدْرِي تَحْقِيقًا أَنَّهُ الَّذِي أَرَادَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ لَا ، وَإِنَّمَا الْمَعْلُومُ مَجَامِعُ الصِّفَاتِ الَّتِي بِهَا تَتِمُّ النُّبُوَّةُ وَأَصْلُ انْقِسَامِهَا ، وَذَلِكَ لَا يُرْشِدُنَا إِلَى مَعْرِفَةِ عِلَّةِ التَّقْدِيرِ ، فَكَذَلِكَ نَعْلَمُ أَنَّ الْفُقَرَاءَ لَهُمْ دَرَجَاتٌ كَمَا سَبَقَ فَأَمَّا لِمَ كَانَ هَذَا الْفَقِيرُ الْحَرِيصُ مَثَلًا عَلَى نِصْفِ سُدْسِ دَرَجَةِ الْفَقِيرِ الزَّاهِدِ حَتَّى لَمْ يَبْقَ لَهُ التَّقَدُّمُ بِأَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلَى الْجَنَّةِ وَاقْتَضَى ذَلِكَ التَّقَدُّمَ بِخَمْسِمِائَةِ عَامٍ فَلَيْسَ فِي قُوَّةِ الْبَشَرِ غَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ الْوُقُوفُ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا بِنَوْعٍ مِنَ التَّخْمِينِ وَلَا وُثُوقَ بِهِ وَالْغَرَضُ التَّنْبِيهُ عَلَى مِنْهَاجِ التَّقْدِيرِ فِي أَمْثَالِ هَذِهِ الْأُمُورِ فَإِنَّ الضَّعِيفَ الْإِيمَانِ قَدْ يَظُنُّ أَنَّ ذَلِكَ يَجْرِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَلَى سَبِيلِ الِاتِّفَاقِ ، وَحَاشَا مَنْصِبِ النُّبُوَّةِ عَنْ ذَلِكَ وَلْنَرْجِعْ إِلَى نَقْلِ الْأَخْبَارِ ، فَقَدْ قَالَ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيْضًا :
خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ فُقَرَاؤُهَا وَأَسْرَعُهَا تَضَجُّعًا فِي الْجَنَّةِ ضُعَفَاؤُهَا وَقَالَ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِنَّ لِي حِرْفَتَيْنِ اثْنَتَيْنِ فَمَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي الْفَقْرُ وَالْجِهَادُ وَرُوِيَ
أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ أَتُحِبُّ : أَنْ أَجْعَلَ هَذِهِ الْجِبَالَ ذَهَبًا .
وَتَكُونَ مَعَكَ أَيْنَمَا كُنْتَ ، فَأَطْرَقَ رَسُولُ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ : يَا جِبْرِيلُ ، إِنَّ الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لَا دَارَ لَهُ ، وَمَالُ مَنْ لَا مَالَ لَهُ ، وَلَهَا يَجْمَعُ مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ : يَا مُحَمَّدُ ، ثَبَّتَكَ اللَّهُ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ .
وَرُوِيَ أَنَّ
الْمَسِيحَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسُلَّم مَرَّ فِي سِيَاحَتِهِ بِرَجُلٍ نَائِمٍ مُلْتَفٍّ فِي عَبَاءَةٍ فَأَيْقَظَهُ وَقَالَ : يَا نَائِمُ قُمْ ، فَاذْكُرِ اللَّهَ تَعَالَى ، فَقَالَ : مَا تُرِيدُ مِنِّي إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ الدُّنْيَا لِأَهْلِهَا فَقَالَ لَهُ قُمْ إِذًا : يَا حَبِيبِي .
وَمَرَّ
مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسُلَّم بِرَجُلٍ نَائِمٍ عَلَى التُّرَابِ وَتَحْتَ رَأْسِهِ لَبِنَةٌ وَوَجْهُهُ وَلِحْيَتُهُ فِي التُّرَابِ ، وَهُوَ مُتَّزِرٌ بِعَبَاءَةٍ فَقَالَ يَا رَبِّ عَبْدُكَ هَذَا فِي الدُّنْيَا ضَائِعٌ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ : يَا
مُوسَى ، أَمَا عَلِمْتَ أَنِّي إِذَا نَظَرْتُ إِلَى عَبْدٍ بِوَجْهِي كُلِّهِ زَوَيْتُ عَنْهُ الدُّنْيَا كُلَّهَا .
وَعَنْ
أَبِي رَافِعٍ أَنَّهُ قَالَ وَرَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ضَيْفٌ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُ مَا يُصْلِحُهُ فَأَرْسَلَنِي إِلَى رَجُلٍ مِنَ يَهُودِ خَيْبَرَ وَقَالَ : قُلْ لَهُ : يَقُولُ لَكَ مُحَمَّدٌ أَسْلِفْنِي أَوْ بِعْنِي دَقِيقًا إِلَى هِلَالِ رَجَبٍ قَالَ ، فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ لَا وَاللَّهِ إِلَّا بِرَهْنٍ فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ : فَقَالَ : أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَمِينٌ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ أَمِينٌ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ ، وَلَوْ بَاعَنِي أَوْ أَسْلَفَنِي لَأَدَّيْتُ إِلَيْهِ ، اذْهَبْ بِدِرْعِي هَذَا إِلَيْهِ فَارْهَنْهُ فَلَمَّا خَرَجْتُ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=131وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا الْآيَةَ وَهَذِهِ الْآيَةُ تَعْزِيَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَنِ الدُّنْيَا وَقَالَ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=104450الْفَقْرُ أَزْيَنُ بِالْمُؤْمِنِ مِنَ الْعَذَارِ الْحَسَنِ عَلَى خَدِّ الْفَرَسِ وَقَالَ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=680644مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جِسْمِهِ ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16850كَعْبُ الْأَحْبَارِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : يَا
مُوسَى ، nindex.php?page=treesubj&link=29546_29544إِذَا رَأَيْتَ الْفَقْرَ مُقْبِلًا فَقُلْ مَرْحَبًا بِشِعَارِ الصَّالِحِينَ .
وَقَالَ
عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ مَرَّ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ بِسَاحِلٍ فَإِذَا هُوَ بَرَجُلٍ يَصْطَادُ حِيتَانًا ، فَقَالَ : بِسْمِ اللَّهِ وَأَلْقَى الشَّبَكَةَ فَلَمْ يَخْرُجْ فِيهَا شَيْءٌ ثُمَّ مَرَّ بِآخَرَ فَقَالَ : بِاسْمِ الشَّيْطَانِ وَأَلْقَى شَبَكَتَهُ فَخَرَجَ فِيهَا مِنَ الْحِيتَانِ مَا كَانَ يَتَقَاعَسُ مِنْ كَثْرَتِهَا .
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ : عَلَيْهِ وَسُلَّم يَا رَبِّ مَا هَذَا ؟ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ كُلَّ ذَلِكَ بِيَدِكَ ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ اكْشِفُوا لِعَبْدِي عَنْ مَنْزِلَتَيْهِمَا فَلَمَّا رَأَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ تَعَالَى لِهَذَا مِنَ الْكَرَامَةِ وَلِذَاكَ ، مِنَ الْهَوَانِ قَالَ : رَضِيتُ يَا رَبِّ .
وَقَالَ نَبِيُّنَا : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=687167nindex.php?page=treesubj&link=30437_30395_30392اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْأَغْنِيَاءَ وَالنِّسَاءَ ، وَفِي لَفْظٍ آخَرَ : فَقُلْتُ : أَيْنَ الْأَغْنِيَاءُ ؟ حَبَسَهُمُ الْجَدُّ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ
فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ النِّسَاءَ فَقُلْتُ : مَا شَأْنُهُنَّ فَقِيلَ : شَغَلَهُنَّ الْأَحْمَرَانِ الذَّهَبُ وَالزَّعْفَرَانُ وَقَالَ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
تُحْفَةُ الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا الْفَقْرُ وَفِي الْخَبَرِ :
nindex.php?page=treesubj&link=30400آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ دُخُولًا الْجَنَّةَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ : لِمَكَانِ مُلْكِهِ ، وَآخِرُ أَصْحَابِي دُخُولًا الْجَنَّةَ nindex.php?page=showalam&ids=38عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ لِأَجْلِ غِنَاهُ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ
رَأَيْتُهُ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ زَحْفًا .
وَقَالَ
الْمَسِيحُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسُلَّم بِشِدَّةٍ يَدْخُلُ الْغَنِيُّ الْجَنَّةَ .
وَفِي خَبَرٍ آخَرَ عَنْ أَهْلِ الْبَيْتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَنَّهُ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ :
إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا ابْتَلَاهُ ، فَإِذَا أَحَبَّهُ الْحُبَّ الْبَالِغَ اقْتَنَاهُ ، قِيلَ : وَمَا اقْتَنَاهُ ؟ قَالَ : لَمْ يَتْرُكْ لَهُ أَهْلًا وَلَا مَالًا .
وَفِي الْخَبَرِ :
إِذَا رَأَيْتَ الْفَقْرَ مُقْبِلًا فَقُلْ : مَرْحَبًا بِشِعَارِ الصَّالِحِينَ ، وَإِذَا رَأَيْتَ الْغِنَى مُقْبِلًا ، فَقُلْ : ذَنْبٌ عُجِّلَتْ عُقُوبَتُهُ .
وَقَالَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : يَا رَبِّ مَنْ أَحِبَّاؤُكَ مِنْ خَلْقِكَ حَتَّى أُحِبَّهُمْ لِأَجْلِكَ فَقَالَ : كُلُّ فَقِيرٍ فَقِيرٍ فَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الثَّانِي لِلتَّوْكِيدِ وَيُمْكِنُ أَنْ يُرَادَ بِهِ الشَّدِيدُ الضُّرِّ .
وَقَالَ
الْمَسِيحُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ إِنِّي لَأُحِبُّ الْمَسْكَنَةَ ، وَأُبْغِضُ النَّعْمَاءَ وَكَانَ أَحَبُّ الْأَسَامِي إِلَيْهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَنْ يُقَالَ لَهُ : يَا مِسْكِينُ وَلَمَّا قَالَتْ سَادَاتُ الْعَرَبِ وَأَغْنِيَاؤُهُمْ لِلنَّبِيِّ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اجْعَلْ لَنَا يَوْمًا وَلَهُمْ يَوْمًا يَجِيئُونَ إِلَيْكَ وَلَا نَجِيءُ ، وَنَجِيءُ إِلَيْكَ وَلَا يَجِيئُونَ يَعْنُونُ بِذَلِكَ الْفُقَرَاءَ مِثْلَ
nindex.php?page=showalam&ids=115بِلَالٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=23وَسَلْمَانَ ، وَصُهَيْبٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=1584وَأَبِي ذَرٍّ ، وَخَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأَصْحَابِ الصُّفَّةِ مِنَ الْفُقَرَاءِ : رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ أَجَابَهُمْ النَّبِيُّ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِلَى ذَلِكَ ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ شَكَوْا إِلَيْهِ التَّأَذِّيَ بِرَائِحَتِهِمْ ، وَكَانَ لِبَاسُ الْقَوْمِ الصُّوفَ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ فَإِذَا عَرِقُوا فَاحَتِ الرَّوَائِحُ مِنْ ثِيَابِهِمْ ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ مِنْهُمُ
الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ ،
وَعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ وَغَيْرُهُمْ ، فَأَجَابَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنْ لَا يَجْمَعَهُمْ وَإِيَّاهُمْ مَجْلِسٌ وَاحِدٌ ،
nindex.php?page=treesubj&link=32281فَنَزَلَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ يَعْنِي : الْفُقَرَاءَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا يَعْنِي : الْأَغْنِيَاءَ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا يَعْنِي : الْأَغْنِيَاءَ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى ،
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=29وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ الْآيَةَ .
وَاسْتَأْذَنَ
ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ عَلَى النَّبِيِّ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ
قُرَيْشٍ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيِّ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=1عَبَسَ وَتَوَلَّى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=2أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=3وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=4أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى يَعْنِي ابْنَ مَكْتُومٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=5أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=80&ayano=6فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى يَعْنِي هَذَا الشَّرِيفَ .
وَعَنِ النَّبِيِّ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّهُ قَالَ :
يُؤْتَى بِالْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَعْتَذِرُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ كَمَا يَعْتَذِرُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ فِي الدُّنْيَا فَيَقُولُ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي مَا زَوَيْتُ الدُّنْيَا عَنْكَ لِهَوَانِكَ عَلَيَّ ، وَلَكِنْ لِمَا أَعْدَدْتُ لَكَ مِنَ الْكَرَامَةِ وَالْفَضِيلَةِ ، اخْرُجْ يَا عَبْدِي إِلَى هَذِهِ الصُّفُوفِ فَمَنْ أَطْعَمَكَ فِيَّ أَوْ كَسَاكَ فِيَّ يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهِي فَخُذْ بِيَدِهِ فَهُوَ لَكَ ، وَالنَّاسُ يَوْمئِذٍ قَدْ أَلْجَمَهُمُ الْعَرَقُ فَيَتَخَلَّلُ الصُّفُوفَ وَيَنْظُرُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ ، فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ ، وَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ .
وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ :
أَكْثِرُوا مَعْرِفَةَ الْفُقَرَاءِ وَاتَّخِذُوا عِنْدَهُمُ الْأَيَادِيَ فَإِنَّ لَهُمْ دَوْلَةٌ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا دَوْلَتُهُمْ ؟ قَالَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قِيلَ لَهُمُ : انْظُرُوا مَنْ أَطْعَمَكُمْ كِسْرَةً أَوْ سَقَاكُمْ شَرْبَةً أَوْ كَسَاكُمْ ثَوْبًا فَخُذُوا بِيَدِهِ ، ثُمَّ امْضُوا بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ وَقَالَ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ حَرَكَةً أَمَامِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا nindex.php?page=showalam&ids=115بِلَالٌ وَنَظَرْتُ فِي أَعْلَاهَا فَإِذَا فُقَرَاءُ أُمَّتِي وَأَوْلَادُهُمْ وَنَظَرْتُ فِي أَسْفَلِهَا فَإِذَا فِيهِ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ وَالنِّسَاءِ قَلِيلٌ فَقُلْتُ : يَا رَبِّ مَا شَأْنُهُمْ ؟ قَالَ : أَمَّا النِّسَاءُ فَأَضَرَّ بِهِنَّ الْأَحْمَرَانِ الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ وَأَمَّا الْأَغْنِيَاءُ فَاشْتَغَلُوا بِطُولِ الْحِسَابِ ، وَتَفَقَّدْتُ أَصْحَابِي فَلَمْ أَرَ nindex.php?page=showalam&ids=38عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ثُمَّ جَاءَنِي بَعْدَ ذَلِكَ وَهُوَ يَبْكِي ، فَقُلْتُ : مَا خَلَّفَكَ عَنِّي ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَاللَّهِ مَا وَصَلْتُ إِلَيْكَ حَتَّى لَقِيتُ الْمُشَيِّبَاتِ وَظَنَنْتُ أَنِّي لَا أَرَاكَ فَقُلْتُ : وَلِمَ ؟ قَالَ : كُنْتُ أُحَاسَبُ بِمَالِي فَانْظُرْ إِلَى هَذَا ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ صَاحِبُ السَّابِقَةِ الْعَظِيمَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَهُوَ مِنَ الْعَشَرَةِ الْمَخْصُوصِينَ بِأَنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَهُوَ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ الَّذِينَ قَالَ فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَمَعَ هَذَا فَقَدِ اسْتَضَرَّ بِالْغِنَى إِلَى هَذَا الْحَدِّ .
وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَلَى رَجُلٍ فَقِيرٍ فَلَمْ يَرَ لَهُ شَيْئًا ، فَقَالَ : لَوْ قُسِّمَ نُورُ هَذَا عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَسِعَهُمْ .
وَقَالَ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=680618أَلَا أُخْبِرُكُمْ nindex.php?page=treesubj&link=30392_30395بِمُلُوكِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : كُلُّ ضَعِيفٍ مُسْتَضْعَفٍ أَغْبَرَ أَشْعَثَ ذِي طِمْرَيْنِ لَا يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=40عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ كَانَتْ لِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْزِلَةٌ وَجَاءَ فَقَالَ : يَا nindex.php?page=showalam&ids=40عِمْرَانُ ، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا مَنْزِلَةً وَجَاهًا فَهَلْ لَكَ فِي عِيَادَةِ nindex.php?page=showalam&ids=129فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلْتُ : نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى وَقَفَ بِبَابِ فَاطِمَةَ فَقَرَعَ الْبَابَ ، وَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَأَدْخُلُ؟ فَقَالَتْ : ادْخُلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : أَنَا وَمَنْ مَعِي ؟ قَالَتْ : وَمَنْ مَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : nindex.php?page=showalam&ids=40عِمْرَانُ فَقَالَتْ ، فَاطِمَةُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا مَا عَلَيَّ إِلَّا عَبَاءَةٌ قَالَ : اصْنَعِي بِهَا هَكَذَا وَهَكَذَا ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ فَقَالَتْ : هَذَا جَسَدِي قَدْ وَارَيْتُهُ فَكَيْفَ بِرَأْسِي فَأَلْقَى إِلَيْهَا مُلَاءَةً كَانَتْ عَلَيْهِ خَلِقَةً فَقَالَ : شُدِّي عَلَى رَأْسِكِ ، ثُمَّ أَذِنَتْ لَهُ ، فَدَخَلَ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا ابْنَتَاهُ ، كَيْفَ أَصْبَحْتِ ؟ قَالَتْ : أَصْبَحْتُ وَاللَّهِ وَجِعَةً وَزَادَنِي وَجَعًا عَلَى مَا بِي أَنِّي لَسْتُ أَقْدِرُ عَلَى طَعَامٍ آكُلُهُ فَقَدْ أَضَرَّ بِي الْجُوعُ ، فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَقَالَ : لَا تَجْزَعِي يَا ابْنَتَاهُ فَوَاللَّهِ ، مَا ذُقْتُ طَعَامًا مُنْذُ ثَلَاثٍ ، وَإِنِّي لَأَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْكِ ، وَلَوْ سَأَلْتُ رَبِّي لَأَطْعَمَنِي وَلَكِنِّي آثَرْتُ الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِهَا وَقَالَ لَهَا : أَبْشِرِي فَوَاللَّهِ ، إِنَّكِ لَسَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، قَالَتْ : فَأَيْنَ آسِيَةُ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ؟ قَالَ : آسِيَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا ، وَمَرْيَمُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا وَأَنْتِ ، سَيِّدَةُ نِسَاءِ ، عَالَمِكِ ، إِنَّكُنَّ فِي بُيُوتٍ مِنْ قَصَبٍ ، لَا أَذَى فِيهَا وَلَا صَخَبَ وَلَا نَصْبَ ، ثُمَّ قَالَ لَهَا : اقْنَعِي بِابْنِ عَمِّكِ فَوَاللَّهِ ، لَقَدْ زَوَّجْتُكِ سَيِّدًا فِي الدُّنْيَا سَيِّدًا فِي الْآخِرَةِ .
وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ :
إِذَا أَبْغَضَ النَّاسُ فُقَرَاءَهُمْ ، وَأَظْهَرُوا عِمَارَةَ الدُّنْيَا ، وَتَكَالَبُوا عَلَى جَمْعِ الدَّرَاهِمِ ، رَمَاهُمُ اللَّهُ بِأَرْبَعِ خِصَالٍ : بِالْقَحْطِ مِنَ الزَّمَانِ ، وَالْجَوْرِ مِنَ السُّلْطَانِ ، وَالْخِيَانَةِ مِنْ وُلَاةِ الْأَحْكَامِ ، وَالشَّوْكَةِ مِنَ الْأَعْدَاءِ .
وَأَمَّا الْآثَارُ فَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذُو الدِّرْهَمَيْنِ أَشَدُّ حَبْسًا أَوْ قَالَ أَشَدُّ حِسَابًا مِنْ ذِي الدِّرْهَمِ .
وَأَرْسَلَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِلَى سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ بِأَلْفِ دِينَارٍ فَجَاءَ حَزِينًا كَئِيبًا فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ أَحَدَثَ أَمْرٌ ؟ قَالَ : أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ أَرِينِي دِرْعَكِ الْخَلِقَ فَشَقَّهُ وَجَعَلَهُ صُرَرًا وَفَرَّقَهُ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي وَيَبْكِي إِلَى الْغَدَاةِ ، ثُمَّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ : يَدْخُلُ فُقَرَاءُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِخَمْسِمِائَةِ عَامٍ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ يَدْخُلُ فِي غِمَارِهِمْ فَيُؤْخَذُ بِيَدِهِ فَيُسْتَخْرَجُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ ثَلَاثَةً يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ : رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَغْسِلَ ثَوْبَهُ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ خِلَقٌ يَلْبَسُهُ ، وَرَجُلٌ لَمْ يَنْصِبْ عَلَى مُسْتَوْقَدٍ قِدْرَيْنِ ، وَرَجُلٌ دَعَا بِشَرَابِهِ فَلَا يُقَالُ لَهُ : أَيُّهَا تُرِيدُ .
؟ وَقِيلَ : جَاءَ فَقِيرٌ إِلَى مَجْلِسِ
الثَّوْرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ فَقَالَ لَهُ تَخَطَّ لَوْ كُنْتَ غَنِيًّا لَمَا قَرَّبْتُكَ وَكَانَ الْأَغْنِيَاءُ مِنْ أَصْحَابِهِ يَوَدُّونَ أَنَّهُمْ فُقَرَاءُ لِكَثْرَةِ تَقْرِيبِهِ لِلْفُقَرَاءِ وَإِعْرَاضِهِ عَنِ الْأَغْنِيَاءِ وَقَالَ الْمُؤَمَّلُ مَا رَأَيْتُ الْغَنِيَّ أَذَلَّ مِنْهُ فِي مَجْلِسِ
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثَّوْرِيِّ ، وَلَا رَأَيْتُ الْفَقِيرَ أَعَزَّ مِنْهُ فِي مَجْلِسِ
الثَّوْرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ .
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : مِسْكِينٌ ابْنُ
آدَمَ ، لَوْ خَافَ مِنَ النَّارِ كَمَا يَخَافُ مِنَ الْفَقْرِ لَنَجَا مِنْهُمَا جَمِيعًا ، وَلَوْ رَغِبَ فِي الْجَنَّةِ كَمَا يَرْغَبُ فِي الْغِنَى لَفَازَ بِهِمَا جَمِيعًا ، وَلَوْ خَافَ اللَّهَ فِي الْبَاطِنِ كَمَا يَخَافُ خَلْقَهُ فِي الظَّاهِرِ لَسَعِدَ فِي الدَّارَيْنِ جَمِيعًا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ مَلْعُونٌ مَنْ أُكْرِمَ بِالْغِنَى وَأَهَانَ بِالْفَقْرِ .
وَقَالَ لُقْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِابْنِهِ: لَا تَحْقِرَنَّ أَحَدًا لَخُلْقَانِ ثِيَابِهِ فَإِنَّ رَبَّكَ وَرَبَّهُ وَاحِدٌ ، وَقَالَ
يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ: حُبُّكَ الْفُقَرَاءَ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُرْسَلِينَ وَإِيثَارُكَ مُجَالَسَتَهُمْ مِنْ عَلَامَةِ الصَّالِحِينَ وَفِرَارُكَ مِنْ صُحْبَتِهِمْ مِنْ عَلَامَةِ الْمُنَافِقِينَ .