الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
الدرجة الثالثة : وهي العليا أن nindex.php?page=treesubj&link=24628يزهد طوعا ويزهد في زهده فلا يرى زهده إذ لا يرى أنه ترك شيئا إذ عرف أن الدنيا لا شيء .
فيكون كمن ترك خزفة وأخذ جوهرة فلا يرى ذلك معاوضة ولا يرى نفسه تاركا شيئا .
nindex.php?page=treesubj&link=24628الدرجة (الثالثة: وهي العليا) منها (أن يزهد طوعا) أي: اختيارا (ويزهد في زهده فلا يرى زهده إذ لا يرى أنه ترك شيئا إذ عرف أن الدنيا لا شيء) في الحقيقة كما ورد في الخبر: إن الله تعالى يقول للدنيا يوم القيامة: اسكتي يا لا شيء، (فيكون كمن ترك خزفة وأخذ جوهرة فلا يرى ذلك معاوضة ولا يرى نفسه تاركا شيئا) .
كما قال بعض الزاهدين لبعض العارفين: لم يبق علي من الدنيا إلا مص النوى، فهذا يرى هذا بعيدا عن الرغبة، فقال: يا هذا نظرك إلى مص النوى لزهدك هو بقية من الدنيا، أراد منه نسيان ذلك بالزهد في زهده على ترك النظر إلى وصفه لما يستغرق في الجريان عليه فلا يبقى همه بغير مجريه، ويكون بحكم المجرى فيه، فهذا مقام فوق الزهد متصل بغيره من القرب المصطلح .