وقول بلا طمع وعز بلا رياسة وقال أيضا . الزاهد لله يسعطك الخل والخردل والعارف يشمك المسك والعنبر
وقال له رجل : متى أدخل حانوت التوكل وألبس رداء الزهد وأقعد مع الزاهدين ؟ فقال إذا صرت من رياضتك لنفسك في السر إلى حد لو قطع الله عنك الرزق ثلاثة أيام لم تضعف في نفسك فأما ما لم تبلغ هذه الدرجة فجلوسك على بساط الزاهدين جهل ثم لا آمن عليك أن تفتضح وقال أيضا الدنيا كالعروس ومن يطلبها ماشطتها والزاهد فيها يسخم وجهها وينتف شعرها ويخرق ثوبها والعارف يشتغل بالله تعالى ولا يلتفت إليها .
وقال السري مارست كل شيء من أمر الزهد فنلت منه ما أريد إلا فإني لم أبلغه ولم أطقه . الزهد في الناس
وقال الفضيل رحمه الله جعل الله الشر كله في بيت وجعل مفتاحه حب الدنيا وجعل الخير كله في بيت وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا .
فهذا ما أردنا أن نذكره من حقيقة الزهد وأحكامه وإذا كان الزهد لا يتم إلا بالتوكل فلنشرع في بيانه إن شاء الله تعالى .