فإن قلت فكيف : يتصور أن يكون له بضاعة ولا ، يسكن إليها ، وهو يعلم أن الكسب بغير بضاعة لا يمكن فأقول : بأن يعلم أن الذين يرزقهم الله تعالى بغير بضاعة فيهم كثرة وأن ، الذين كثرت بضاعتهم فسرقت وهلكت فيهم كثرة ، وأن يوطن نفسه على أن الله لا يفعل به إلا ما فيه صلاحه ، فإن أهلك بضاعته فهو خير له ، فلعله لو تركه كان سببا لفساد دينه وقد لطف الله تعالى به وغايته أن يموت جوعا فينبغي أن يعتقد أن الموت جوعا خير له في الآخرة مهما قضى الله تعالى عليه بذلك من غير تقصير من جهته فإذا اعتقد جميع ذلك استوى عنده وجود البضاعة وعدمها ففي الخبر : إن العبد ليهم من الليل بأمر من أمور التجارة مما لو فعله لكان فيه هلاكه ، فينظر الله تعالى إليه من فوق عرشه فيصرفه عنه ، فيصبح كئيبا حزينا يتطير بجاره وابن عمه من سبقني من دهاني وما هي إلا رحمة رحمه الله بها ولذلك قال عمر رضي الله عنه . لا أبالي أصبحت غنيا أو فقيرا فإني لا أدري أيهما خير لي