ومن لم ؟ يتكامل يقينه بهذه الأمور لم يتصور منه التوكل ولذلك قال أبو سليمان الداراني لي من كل مقام نصيب ، إلا من هذا التوكل المبارك ، فإني ما شممت منه رائحة هذا كلامه مع علو قدره ولم ينكر كونه من المقامات الممكنة ، ولكنه قال : ما أدركته ، ولعله أراد إدراك أقصاه وما لم يكمل الإيمان بأن لا فاعل إلا الله ، ولا رازق سواه وأن ، كل ما يقدره على العبد من فقر وغنى ، وموت وحياة فهو خير له مما يتمناه العبد ، لم يكمل حال التوكل لأحمد بن أبي الحواري بهذه الأمور ، كما سبق وكذا سائر مقامات الدين من الأقوال والأعمال تنبني على أصولها من الإيمان . فبناء التوكل على قوة الإيمان