وقال : أبو سعيد الخراز دخلت البادية بغير زاد وآليت أن لا أدخل المرحلة ، إلا أن أحمل إليها ، فحفرت لنفسي في الرمل حفرة واريت جسدي فيها إلى صدري فسمعت صوتا في نصف الليل عاليا يا أهل المرحلة ، إن لله تعالى وليا حبس نفسه في هذا الرمل فالحقوه ، فجاء جماعة فأخرجوني وحملوني إلى القرية . فأصابتني فاقة فرأيت المرحلة من بعيد ، فسررت بأن وصلت ، ثم فكرت في نفسي أني سكنت ، واتكلت على غيره
وروي أن رجلا لازم باب عمر : رضي الله عنه فإذا هو بقائل يقول يا هذا ، هاجرت إلى عمر أو إلى الله تعالى ؟ اذهب فتعلم القرآن فإنه سيغنيك عن باب فذهب الرجل وغاب حتى افتقده عمر ، فإذا هو قد اعتزل واشتغل بالعبادة ، فجاءه عمر ، فقال له : إني قد اشتقت إليك ، فما الذي شغلك عني ، فقال : إني قرأت القرآن ، فأغناني . عمر
عن عمر وآل عمر ، فقال . عمر
رحمك الله ، فما الذي ، وجدت فيه فقال : وجدت فيه وفي السماء رزقكم وما توعدون ، فقلت : رزقي في السماء ، وأنا أطلبه في الأرض ، فبكى وقال : صدقت فكان عمر بعد ذلك يأتيه ، ويجلس إليه . عمر
وقال أبو حمزة الخراساني حججت سنة من السنين فبينا أنا أمشي في الطريق إذ وقعت في بئر فنازعتني نفسي أن أستغيث فقلت : لا والله لا أستغيث فما استتممت هذا الخاطر حتى مر برأس البئر رجلان ، فقال أحدهما للآخر تعال ، حتى نسد رأس هذا البئر ؛ لئلا يقع فيه أحد ، فأتوا بقصب وبارية : وطموا رأس البئر : فهممت أن أصيح فقلت في نفسي : إلى من أصيح ؟ هو أقرب منهما وسكنت ، فبينا أنا بعد ساعة إذ أنا بشيء جاء ، وكشف عن رأس البئر وأدلى رجله وكأنه يقول : تعلق بي في همهمة : له كنت أعرف ذلك : فتعلقت به فأخرجني ، فإذا هو سبع فمر وهتف بي هاتف : يا أبا حمزة ، أليس هذا أحسن نجيناك من التلف ، بالتلف : فمشيت وأنا أقول .
نهاني حيائي منك أن أكشف الهوى وأغنيتني بالفهم منك عن الكشف تلطفت في أمري فأبديت شاهدي
إلى غائبي واللطف يدرك باللطف تراءيت لي بالغيب حتى كأنما
تبشرني بالغيب أنك في الكف أراك وبي من هيبتي لك وحشة
فتؤنسني باللطف منك وبالعطف وتحيي محبا أنت في الحب حتفه
وذا عجب كون الحياة مع الحتف