السبب الخامس أن يكون العبد قد سبق له ذنوب ، وهو خائف منها عاجز عن تكفيرها فيرى المرض إذا طال تكفيراخوفا من أن يسرع زوال المرض ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : لا تزال الحمى والمليلة بالعبد حتى يمشي على الأرض كالبردة ما عليه ذنب ولا خطيئة . فيترك التداوي
وفي الخبر : حمى يوم كفارة سنة فقيل : لأنها تهد قوة سنة وقيل للإنسان ثلاثمائة وستون مفصلا فتدخل الحمى جميعها ويجد من كل واحد ألما فيكون كل ألم كفارة يوم ولما ذكر صلى الله عليه وسلم كفارة الذنوب بالحمى سأل ربه : عز وجل : أن لا يزال محموما فلم تكن الحمى تفارقه حتى مات رحمه الله وسأل ذلك طائفة من زيد بن ثابت الأنصار فكانت الحمى لا تزايلهم ولما قال صلى الله عليه وسلم : من أذهب الله كريمتيه لم يرض له ثوابا دون الجنة : فلقد كان من الأنصار من يتمنى العمى .
وقال عيسى عليه السلام : لا يكون عالما من لم يفرح بدخول المصائب والأمراض على جسده وماله لما يرجو في ذلك من كفارة خطاياه وروي أن موسى عليه السلام : نظر إلى عبد عظيم البلاء فقال : يا رب ارحمه فقال تعالى كيف أرحمه فيما به أرحمه أي : به أكفر ذنوبه وأزيد في درجاته .