وقيل : في معنى قوله : فصبر جميل لا : شكوى فيه وقيل ليعقوب عليه السلام : ما الذي أذهب بصرك قال : مر الزمان وطول الأحزان فأوحى الله تعالى إليه تفرغت لشكواي إلى عبادي فقال : يا رب أتوب إليك وروي عن طاوس ومجاهد أنهما قالا يكتب على المريض أنينه في مرضه وكانوا يكرهون أنين المرض ؛ لأنه إظهار معنى يقتضي الشكوى حتى قيل ما أصاب إبليس لعنه الله من أيوب عليه السلام : إلا أنينه في مرضه ، فجعل الأنين حظه منه وفي الخبر إذا مرض العبد أوحى الله تعالى إلى الملكين : انظرا ما يقول لعواده ، فإن حمد الله وأثنى بخير دعوا له وإن ، شكا وذكر شرا قالا كذلك تكون .
وإنما كره بعض العباد العيادة خشية الشكاية خوف الزيادة في الكلام فكان بعضهم إذا مرض أغلق بابه فلم يدخل عليه أحد حتى يبرأ فيخرج إليهم ، منهم فضيل ووهيب وبشر وكان فضيل يقول : أشتهي أن أمرض بلا عواد وقال لا أكره العلة إلا لأجل العواد رضي الله عنه وعنهم أجمعين .
كمل كتاب التوحيد والتوكل بعون الله وحسن توفيقه يتلوه إن شاء الله تعالى كتاب المحبة والشوق والأنس والرضا والله سبحانه وتعالى الموفق . .
[ ص: 543 ]


