ومنها : وعلى كل من يقارف شيئا مما يكرهه كما قال الله تعالى أن يكون مشفقا على جميع عباد الله رحيما بهم شديدا على جميع أعداء الله أشداء على الكفار رحماء بينهم ولا تأخذه لومة لائم ولا يصرفه عن الغضب لله صارف ، وبه وصف الله أولياءه ؛ إذ قال : الذين يكلفون بحبي كما يكلف الصبي بالشيء ويأوون إلى ذكري كما يأوي النسر إلى وكره ، ويغضبون لمحارمه كما يغضب النمر إذا حرد ، فإنه لا يبالي قل الناس أو كثروا فانظر إلى هذا المثال فإن الصبي إذا كلف بالشيء لم يفارقه أصلا وإن أخذ منه لم يكن له شغل إلا البكاء والصياح حتى يرد إليه فإن ، نام أخذه معه في ثيابه ، فإذا انتبه عاد وتمسك به ، ومهما فارقه بكى ومهما وجده ضحك ومن نازعه فيه أبغضه ، ومن أعطاه أحبه ، وأما النمر فإنه لا يملك نفسه عند الغضب حتى يبلغ من شدة غضبه أنه يهلك نفسه .
فهذه علامات المحبة فمن تمت فيه هذه العلامات فقد تمت محبته وخلص حبه فصفا في الآخرة شرابه وعذب مشربه .