قال "ولقائل أن يقول وإن افتقرت الصفات الحادثة إلى سبب ، فالسبب إنما هو الآمدي: ، كما هو مذهب القدرة القديمة والمشيئة الأزلية القائمة بذات الرب الكرامية على ما أوضحناه ، فليس السبب هو المسبب ولا خارجا ، ولا يلزم من دوام القدرة دوام المقدور ، وإلا كان العالم قديما وهو محال" .
قال : "فإن قيل : إذا كان المرجح للصفة الحادثة هو القدرة والاختيار ، فلا بد وأن يكون الرب تعالى قاصدا لمحل [ ص: 42 ] حدوثها ، ومحل حدوثها ليس إلا ذاته ، فيجيب أن يكون قاصدا لذاته . والقصد إلى الشيء يستدعي كونه في الجهة، وهو محال. ثم ولجاز قيام كل حادث به هو محال .