الوجه التاسع : قوله: "إن وجود الشيء أشرف من عدمه" . 
يقال له: وجوده أشرف مطلقا، أم في الوقت الذي يمكن وجوده فيه، ويصلح وجوده فيه؟ 
أما الأول فممنوع ، فإن وجود الجهل المركب ليس أشرف من  [ ص: 96 ] عدمه ، ولا وجود تكذيب الرسول أشرف من عدمه، ولا وجود الممتنع أشرف من عدمه . 
وإن أريد وجود الممكن الصالح . 
قيل : فلا نسلم أن ما حدث كان يمكن حدوثه، ويصلح حدوثه قبل وقت حدوثه. وحينئذ فلا يلزم من كونه وقت وجوده كمالا، أن يكون قبل وجوده نقصا . 
ومدار الدليل على مقدمتين مغلطتين: إحداهما: أن ما وجد من الكمال كان عدمه قبل ذلك نقصا ، وهذا فيه تفصيل كما تبين. والثاني: أن ما لا يكون وحده كمالا، يجب نفيه عن الرب مطلقا  ، وهذا فيه تفصيل كما سبق ، فإنه يقال: إن كان الحادث كمالا فعدمه قبل ذلك نقص ، وإن لم يكن كمالا لم يتصف الرب بما ليس بكمال، وكلا المقدمتين فيها من التمويه والإجمال ما قد بين، ويحتمل من البسط أكثر من هذا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					