الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب السادس في سمعه الشريف صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                                              كان صلى الله عليه وسلم يسمع ما لا يسمعه الحاضرون مع سلامة حواسهم من مثل الذي سمعه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تام الأذنين .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الترمذي وابن ماجة عن أبي ذر ، وأبو نعيم عن حكيم بن حزام رضي الله تعالى عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تسمعون ما أسمع ؟» قالوا ما نسمع من شيء قال : إني لأرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون ، إني أسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط وما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم . »

                                                                                                                                                                                                                              وقال زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه : بينا النبي صلى الله عليه وسلم على بغلة له إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة ، فقال من يعرف أصحاب هذه الأقبر ؟ فقال رجل :

                                                                                                                                                                                                                              أنا . فقال : متى مات هؤلاء ؟ قال : ماتوا في الإشراك ، فأعجبه ذلك فقال : «إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله عز وجل أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع
                                                                                                                                                                                                                              » .

                                                                                                                                                                                                                              رواه مسلم .

                                                                                                                                                                                                                              وقال أنس رضي الله تعالى عنه : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا من حيطان المدينة لبني النجار فسمع أصوات قوم يعذبون في قبورهم فحاصت البغلة ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم : متى دفن هذا ؟ قالوا : يا رسول الله دفن هذا في الجاهلية فأعجبه ذلك وذكر نحو الذي قبله .

                                                                                                                                                                                                                              رواه الإمام أحمد .

                                                                                                                                                                                                                              وقد ثبت أن الوحي كان يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم أحيانا في مثل صلصلة الجرس ويسمعه ويعيه ولا يسمعه أحد من الصحابة .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية