ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
5 - أسعد بن زرارة ، أبو أمامة :
خرج إلى مكة هو وذكوان بن عبد قيس يتنافران إلى عتبة بن ربيعة ، فسمعا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأتياه ، فعرض عليهما الإسلام فأسلما ، ولم يقربا عتبة ورجعا إلى المدينة ، فكانا المدينة . أول من قدم بالإسلام
وكان أحد النقباء الاثني عشر ، وهو الذي أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة وقال: أيها الناس ، هل تدرون على ما تبايعون محمدا؟ إنكم تبايعونه على أن تحاربوا العرب والعجم ، والجن والإنس . فقالوا: نحن حرب لمن حارب ، وسلم لمن سالم . أسعد
ولما خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهاجر معه كان أسعد يصلي بالناس الصلوات الخمس ويجمع بهم في موضع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم . مصعب بن عمير
بالبقيع . مات أسعد بالذبحة قبل أن يفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بناء مسجده ، ودفن
والأنصار يقولون: هو أول من دفن به . والمهاجرون يقولون: عثمان بن مظعون .
قال : والذي حدثني ابن إسحاق : أنه عاصم بن عمر بن قتادة لما مات أسعد [بن زرارة] اجتمعت بنو النجار إلى رسول الله ، وكان نقيبهم ، فقالوا: يا رسول [ ص: 83 ] الله ، إن هذا الرجل قد كان منا بحيث قد علمت ، فاجعل منا رجلا مكانه يقيم من أمورنا ما كان يقيمه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنتم أخوالي وأنا منكم ، أنا نقيبكم" أبو أمامة وكره أن يخص بها بعضهم دون بعض . فكان من الذي بعد قومهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نقيبهم . فضل بني النجار
وأخبرنا محمد بن أبي طاهر قال: أنبأنا البرمكي قال: أخبرنا قال: أخبرنا ابن حيويه أحمد بن معروف قال: أخبرنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الرجال قال: مات في شوال على رأس تسعة أشهر من الهجرة ، ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يبنى ، وذلك قبل أسعد بن زرارة بدر ، فجاءت بنو النجار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: قد مات نقيبنا ، فنقب علينا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا نقيبكم"
6 - البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان :
شهد العقبة ، وكان وكان هو أول من تكلم ليلة العقبة حين لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم السبعون من الأنصار فبايعوه وأخذ منهم النقباء ، أحد النقباء ، فحمد الله ، فقال: الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد وحبانا به ، وكنا أول من أجاب فأجبنا الله ورسوله ، وسمعنا وأطعنا ، يا معشر الأوس والخزرج ، قد أكرمكم الله بدينه ، فإن أخذتم السمع والطاعة والمؤازرة بالشكر ، فأطيعوا الله ورسوله . ثم جلس ، وقدم المدينة قبل أن يهاجر رسول الله ، فتوفي قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشهر ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق بأصحابه ، فصلى على قبره ، وقال: اللهم اغفر له وارحمه وارض عنه وقد فعلت .
وهو أول من مات من النقباء .
7 - كلثوم بن الهدم بن امرئ القيس بن الحارث :
كان شريفا ، كبير السن ، أسلم قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 84 ] نزل عليه ، ونزل عليه جماعة منهم: أبو عبيدة ، والمقداد ، وخباب في آخرين .
وتوفي قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بيسير ، وكان رجلا صالحا .