الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

101 - بشر بن البراء بن معرور بن صخر :

شهد العقبة وكان من الرماة المذكورين ، وشهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية [ ص: 307 ] وخيبر . وأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشاة المسمومة فمات مكانه ، ويقال: بل بقي سنة مريضا ومات .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سيدكم [يا بني سلمة] ؟" . قالوا: الجد بن قيس على أنه رجل فيه بخل . قال: "وأي داء أدوأ من البخل؟ بل سيدكم بشر بن البراء بن معرور"

102 - [ثقيف بن عمر ، ويقال: بقاف:

شهد بدرا ، وتوفي في هذه السنة]

103 - ثويبة ، مولاة أبي لهب :

أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حليمة . وذكر أبو نعيم الأصفهاني أن بعض العلماء اختلف في إسلامها .

[أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا أبو عمرو بن حيويه ، أخبرنا أحمد بن معروف ، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة ، أخبرنا] محمد بن سعد ، قال: أخبرنا محمد بن عمر ، عن غير واحد من أهل العلم ، قالوا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصل ثويبة وهو بمكة ، وكانت خديجة رضي الله عنها تكرمها وهي يومئذ مملوكة ، وطلبت إلى أبي لهب أن تبتاعها منه لتعتقها فأبى أبو لهب ، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أعتقها أبو لهب ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إليها بصلة وكسوة ، حتى جاءه خبرها أنها قد توفيت سنة سبع مرجعه من خيبر ، فقال: "ما فعل ابنها مسروح؟" فقيل: مات قبلها ولم يبق من قرابتها أحد

104 - [الحارث بن حاطب بن عمرو :

رده رسول الله صلى الله عليه وسلم من الروحاء حين توجه إلى بدر إلى بني عمرو بن عوف في [ ص: 308 ] حاجة له ، فضرب له بسهمه وأجره ، وكان كمن شهدها ، وشهد أحدا والخندق والحديبية وخيبر ، وقتل يومئذ شهيدا ، رماه رجل من فوق الحصن فدمغه

105 - ربيعة بن أكثم [بن سخبرة] بن عمرو بن لكيز ، يكنى أبا يزيد :

شهد بدرا وهو ابن ثلاثين سنة ، وشهد أحدا والخندق والحديبية ، وقتل بخيبر شهيدا

106 - رفاعة بن مسروج:

قتل بخيبر

107 - سليم بن ثابت بن وقش:

أمه ليلى أخت حذيفة بن اليمان ، شهد أحدا والخندق والحديبية وخيبر ، وقتل يومئذ شهيدا

108 - عامر بن الأكوع:

أصاب نفسه بسيفه فمات على ما سبق ذكره

109 - عبد الله بن أبي لهب بن وهب:

قتل بخيبر

110 - عدي بن مرة بن سراقة:

قتل بخيبر

111 - عمارة بن عقبة:

قتل بخيبر

112 - قباذ بن كسرى:

وهو الذي يقال له: شيرويه ، قتل أباه ، فأخذته الأسقام والحزن ، فبقي بعده ثمانية أشهر ، ويقال: ستة أشهر ثم مات . [ ص: 309 ]

113 - محمود بن مسلمة بن سلمة بن خالد:

شهد أحدا والخندق والحديبية وخيبر ، ودليت عليه يومئذ رحى ، فأصابت رأسه ، فمكث ثلاثا ثم مات ، وقبر هو وعامر بن الأكوع في قبر واحد في غار هناك]

114 - الوليد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم :

خرج مع قومه إلى بدر وهو على دينهم ، فأسره عبد الله بن جحش ، فقدم في فدائه أخواه: خالد ، وهشام ، فافتكاه بأربعة آلاف ، وأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفديه إلا بشكة أبيه ، وكانت درعا فضفاضة وسيفا وبيضة ، فأقيم ذلك مائة دينار . فلما قبض ذلك خرجا بالوليد حتى بلغا ذا الحليفة فأفلت [منهما] فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له خالد: هلا كان هذا قبل أن تفتدي وتخرج مأثرة أبينا [من أيدينا] ، قال: ما كنت لأسلم حتى أفتدى ، ولا تقول قريش: إنما اتبع محمدا فرارا من الفداء .

فلما دخل مكة حبسوه ، وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام ، وعياش بن أبي ربيعة" ، ثم أفلت الوليد فقدم المدينة ، وبها توفي في هذه السنة ، فقالت أم سلمة :


يا عين بكي للوليـ ـد بن الوليد بن المغيره     كان الوليد بن الوليـ
ـد أبو الوليد فتى العشيره

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقولي هكذا ، ولكن قولي: وجاءت سكرة الموت بالحق

115 - يسار الحبشي:

[أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزار ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا أبو [ ص: 310 ] عمرو بن حيويه ، أخبرنا ابن معروف ، أخبرنا ابن الفهم ، حدثنا] محمد بن سعد ، قال: كان يسار عبدا لعامر اليهودي يرعى غنما له ، فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وقع الإسلام بقلبه ، فأقبل بغنمه يسوقها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا محمد إلى ما تدعو؟

قال: "إلى الإسلام ، تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله" قال: فما لي؟ قال:

"الجنة إن ثبت علي ذلك" . فأسلم وقال: إن غنمي وديعة ، فقال: "أخرجها من العسكر ثم صح بها وارميها بحصيات ، فإن الله سيؤدي عنك أمانتك" ، ففعل فخرجت الغنم إلى سيدها ، فعلم اليهودي أن غلامه قد أسلم . وخرج علي رضي الله عنه بالراية ، وتبعه العبد الأسود فقاتل حتى قتل . فاحتمل فأدخل خباء من أخبية العسكر ، فاطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخباء ، فقال: "لقد أكرم الله هذا العبد الأسود وساقه إلى خير ، قد رأيت زوجتين من الحور العين عند رأسه"
. [ ص: 311 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية